سعيا منها لترسيخ أهدافها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، تنظم جمعية رحل العالم الدورة الخامسة عشر للمهرجان الدولي للرحل، وذلك أيام الخميس 22 والجمعة 23 والسبت 24 مارس 2018 بمحاميد الغزلان. المهرجان الذي شكل حدثا ثقافيا فنيا واقتصاديا، أصبح على مر 14 سنة مرجعا دوليا من حيث التنوع الثقافي والانفتاح على العالم، ويعتبر المهرجان الدولي للرحل أول مهرجان أنشئ بمنطقة الجنوب الشرقي للملكة المغربية في واحة امحاميد الغزلان اخر واحات منطقة درعة بإقليم. المهرجان يحتفي ويحتفل بثقافة الرحل من جميع أنحاء العالم، ويفتح للجمهور المحلي والدولي أبواب التاريخ لاكتشاف تقاليد وعادات الأجداد وفنونهم الغنية بمجانية تامة، حيت تعيش المنطقة ثلاثة أيام من الموسيقى، والنقاش، والرياضة التقليدية، وفن الطهو والصناعة التقليدية. وقال مدير هذه التظاهرة نورالدين بوكراب، بأن المهرجان يعتبر حدثا فريدا يسلط الضوء من جهة على تراث الرحل بغية تثمين والمحافظة على الموروث الحضاري الصحراوي ونشر الثقافة الحسانية، ومن ناحية أخرى دعم الاقتصاد المحلي. ثلاثة أيام سيتقاسم الجمهور لحظات مع فنانين مشهورين دوليا، قادمون من العديد من الأقطار وطبعا من المغرب. مثلما جرت العادة منذ عام 2004، حيث سيتم احياء ما يناهز خمسة عشر حفلا في الهواء الطلق، تنير ليالي امحاميد الغزلان، من خلال برمجة موسيقية متنوعة ومتوازنة، تجمع بين فنانين مشهورين دوليا واخرين في طريق النجومية، بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور وتلبية كل الاذواق، وخلق روابط إنسانية وتعزيز البعد الأخوي للمهرجان. من مالي المجموعة الطوارقية المتألقة تامكريست ومن الجزائرالنجم الصاعد كادير ترهانين ومن المجرمجموعة إثنو رووم الغجرية ومن النيجرالحُسَيْني و من المغرب سيشارك في هذه الدورة نجم الأغنية الأفروكناوية امجيد بقاس و الفنانة الصحراوية باتول المرواني و فرقة رقصة النحلة من قلعة مكونة بالإضافة إلى الفرق المحلية أجيال المحاميد و غيرها… وإذا كانت الليالي مخصصة لسحر الموسيقى وصدح الأصوات الرنانة، فيوميات المهرجان مفتوحة للأنشطة التقليدية للرحل الصحراويين، يتشابك فيها لاعبي هوكي الرمال المعروف محليا باسم « المكشاح »، ويتنافس فيها رياضيو سباق الهجن المسماة « اللز »، كما ستُنظّم مسابقة لإعداد خبز الرمال « الملا »، بالإضافة الى تظاهرة لنصب الخيم التقليدية للرحل. محاميد الغزلان تحتضن الدورة 15 لمهرجان الرحل تقليد اخر من تقاليد الرحل سيتم إبرازه وتثمينه، هو « فن الكلام" من خلال محاضرات وجلسات نقاش منتدى الرحل الذي يشارك فيه باحثون ومهتمون ومتخصصون. وستتركز المواضيع على تراث وتاريخ منطقة درعة تافيلالت و الجنوب المغربي، التي كانت مفترق طرق ثقافي وتجاري قديم، حيت لعبت دورا حاسما في التجارة عبر الصحراء في حقبة من الزمن، ويطرح السؤال: كيف يمكن التفكير في إيجاد حلول لمستقبل الرحل في الصحراء التي شهدت تراجعا في عدد سكانها الرحل بنسبة 70٪ في العقد الماضي؟ إشكالية سيحاول متخصصون وطنيون ودوليون الإجابة عليها من خلال منتدى الرحل.