من المنتظر أن تنظم جمعية رحل العالم الدورة الخامسة عشر للمهرجان الدولي للرحل، وذلك في الفترة الممتدى ما بين 22 و 24 مارس الجاري بمحاميد الغزلان، بلاغ اللجنة المنظمة أشار الى المهرجان يشكل حدثا ثقافيا فنيا واقتصاديا، أصبح على مر 14 سنة مرجعا دوليا من حيث التنوع الثقافي والانفتاح على العالم، ويعتبر الأول من نوعه بمنطقة الجنوب الشرقي للملكة المغربية في واحة امحاميد الغزلان اخر واحات منطقة درعة بإقليم. المهرجان سيحتفي وسيحتفل بثقافة الرحل بجميع أنحاء العالم، وسيفتح للجمهور المحلي والدولي أبواب التاريخ لاكتشاف تقاليد وعادات الأجداد وفنونهم الغنية بمجانية تامة، حيت تعيش المنطقة ثلاثة أيام من الموسيقى، والنقاش، والرياضة التقليدية، وفن الطهو والصناعة التقليدية. هذا وبحسب مدير هذه التظاهرة نورالدين بوكراب، فإن المهرجان هو حدث فريد يسلط الضوء من جهة على تراث الرحل بغية تثمين والمحافظة على الموروث الحضاري الصحراوي ونشر الثقافة الحسانية، ومن ناحية أخرى دعم الاقتصاد المحلي من خلال المساهمة في إبراز جاذبية واحة امحاميد الغزلان بجهة درعة-تافيلالت، ومن خلال التشجيع على زيارة المنطقة واستقطاب السياح من كل حدب وصوب، يصر السيد بوكراب على إشراك الشباب من أجل تحسين سير المهرجان الذي استقبل 20000 شخص و300 متدخل خلال سنة 2017. ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم خلال السنة الحالية بالاعتماد على برمجة غنية ومتنوعة. المهرجان الدولي للرحل في نسخته الخامسة عشر، سيشكل مهرجانا لتذوق اطباق موسيقية عالمية بنكهات مختلفة. مهرجان للود والتأخي والتلاقح الثقافي واللغوي، يحفز على الإبداع والابتكار ويعطي امحاميد الغزلان هويتها الثقافية. وهو ثمرة تعاون وثيق بين جمعية رحل العالم والشركاء الإقليميين والوطنيين (وزارة الثقافة، المجلس الإقليمي لزاكورة، مجلس جهة درعة -تافيلالت، المكتب الوطني المغربي للسياحة ONMT، وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، مؤسسة البنك الشعبي، بريد المغرب، TUIfly،صندوق الدعم افريكاينا، ..) ثلاثة أيام سيتقاسم الجمهور لحظات مع فنانين مشهورين دوليا، قادمون من العديد من الأقطار وطبعا من المغرب. مثلما جرت العادة منذ عام 2004، حيث سيتم احياء ما يناهز خمسة عشر حفلا في الهواء الطلق، تنير ليالي امحاميد الغزلان، من خلال برمجة موسيقية متنوعة ومتوازنة، تجمع بين فنانين مشهورين دوليا واخرين في طريق النجومية، بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور وتلبية كل الاذواق، وخلق روابط إنسانية وتعزيز البعد الأخوي للمهرجان. من مالي المجموعة الطوارقية المتألقة تامكريست ومن الجزائرالنجم الصاعد كادير ترهانين ومن المجرمجموعة إثنو رووم الغجرية ومن النيجرالحُسَيْني و من المغرب سيشارك في هذه الدورة نجم الأغنية الأفروكناوية امجيد بقاس و الفنانة الصحراوية باتول المرواني و فرقة رقصة النحلة من قلعة مكونة بالإضافة إلى الفرق المحلية أجيال المحاميد و غيرها... وإذا كانت الليالي مخصصة لسحر الموسيقى وصدح الأصوات الرنانة، فيوميات المهرجان مفتوحة للأنشطة التقليدية للرحل الصحراويين، يتشابك فيها لاعبي هوكي الرمال المعروف محليا باسم المكشاح، ويتنافس فيها رياضيو سباق الهجن المسماة اللز. كما ستُنظّم مسابقة لإعداد خبز الرمال الملا، بالإضافة الى تظاهرة لنصب الخيم التقليدية للرحل. تقليد اخر من تقاليد الرحل سيتم إبرازه وتثمينه، هو فن الكلام. من خلال محاضرات وجلسات نقاش منتدى الرحل الذي يشارك فيه باحثون ومهتمون ومتخصصون وستتركز المواضيع على تراث وتاريخ منطقة درعة تافيلالت و الجنوب المغربي، التي كانت مفترق طرق ثقافي وتجاري قديم، حيت لعبت دورا حاسما في التجارة عبر الصحراء في حقبة من الزمن. ويطرح السؤال: كيف يمكن التفكير في إيجاد حلول لمستقبل الرحل في الصحراء التي شهدت تراجعا في عدد سكانها الرحل بنسبة 70٪ في العقد الماضي؟ إشكالية سيحاول متخصصون وطنيون ودوليون الإجابة عليها من خلال منتدى الرحل. قبل 150 سنة كتب غوستاف فلوبير هذه الكلمات التي تعكس أفكار منظمي المهرجان: «في غضون سنوات قليلة، ستعود الإنسانية إلى حالتها البدوية. سوف نسافر من أحد أطراف العالم إلى آخر: هذا سوف يجلب الهدوء في العقول والهواء في الرئتين».