"الهشاشة المتنامية للصحافة تولد مخاطر على السيادة الإعلامية والثقافية للبلدان الإفريقية" أكدت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، أن "أزمة كوفيد خلفت بشكل حاد آثارا على وسائل الإعلام الكلاسيكية –إذاعة، تلفزيون وصحافة مكتوبة- المقوضة والمستنزفة سلفا نماذجها الاقتصادية جراء التحول الرقمي للتواصل"، وذلك خلال مداخلتها بالدورة الرابعة عشر لمنتدى ميدايز المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من 02 إلى 05 نونبر 2022 بطنجة، من طرف معهد أماديوس تحت عنوان "من أزمة إلى أزمة، نحو نظام عالمي جديد؟". كما اعتبرت أن "هذه الهشاشة المتنامية للصحافة تطرح مشاكل ديموقراطية وتولد مخاطر على السيادة الإعلامية والثقافية للدول، لاسيما بالقارة الإفريقية".
وبعرضها لمنظور هيأة التقنين فيما يخص المعالجة الإعلامية الشمولية للأزمة الوبائية لكوفيد 19، أبرزت أخرباش ظاهرة استسهال وانتشار ممارسات التضليل الإعلامي: "لم ينج أي بلد في العالم من الاضطرابات الإعلامية؛ حيث شهدت الأزمة الوبائية جائحة تضليل إعلامي هائلة وشمولية".
وأوضحت أخرباش أنه يتعين، في احترام للحريات، إرساء سياسات عمومية دائمة حقيقية لمحاربة الأخبار الزائفة، مضيفة أن "اقتحام الأخبار الزائفة ونظريات المؤامرة للمجتمعات تؤدي إلى إذكاء التصادم ونزعات الاستعداء بين الأفراد وبين المجموعات وأيضا بين الأفراد والمؤسسات، وتسهم في تقاطب المجتمع وتهديد العيش المشترك على الصعيد المحلي والدولي". كما أشارت إلى أنه خلال الجائحة "أُستخدمت وسائل الإعلام كساحة لحروب إعلامية جيوستراتيجية من خلال، على سبيل المثال، التسابق التجاري بين المختبرات".
فيما يتعلق بدور وسائل الإعلام في التضامن الدولي خلال فترة الجائحة، أعربت رئيس الهيأة العليا عن أسفها لكون "كبريات وسائل الإعلام الدولية لم تبد مجهودات دالة لإبراز ترابط وتلازم الحلول والوضعيات الإنسانية رغم البعد الشمولي للجائحة والأزمة المتعددة الأشكال الناجمة عنها؛ إذ انصب التركيز أساسا على الطابع الشمولي لتفشي الفيروس، في حين لم تحظ الأبعاد الاقتصادية والإنسانية لهذا الترابط بالحضور الكافي".
في ختام مداخلتها، أعربت رئيسة الهيأة العليا عن أملها في أن تتمكن وسائل الإعلام الإفريقية من تعزيز قدراتها وتقديم، في عالم مابعد كوفيد، إسهامها في فهم العالم وفي تعزيز التضامن الإنساني".
ينظم منتدى ميدايز من طرف معهد أماديوس، مركز تفكير مغربي يرأسه السيد إبراهيم الفاسي الفهري. وقد تميزت دورة هذه السنة التي تعقد بعد عامين من الغياب جراء إكراهات الجائحة، بمشاركة رئيس جمهورية ليبيريا، السيد جورج ويا، كضيف شرف. تمتد أشغال هذه الدورة على مدى أربعة أيام من خلال أكثر من 50 جلسة عمل ومائدة مستديرة يشارك فيها أكثر من 250 متدخلا من ذوي الصيت العالمي لمناقشة قضايا جيواستراتيجية واقتصادية واجتماعية رئيسة تحرك العالم.