قالت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، إن "أزمة كوفيد خلفت بشكل حاد آثارا على وسائل الإعلام الكلاسيكية (إذاعة وتلفزيون وصحافة مكتوبة)، المقوضة والمستنزفة سلفا نماذجها الاقتصادية جراء التحول الرقمي للتواصل". واعتبرت لطيفة أخرباش في مداخلتها خلال الدورة الرابعة عشرة لمنتدى ميدايز المنظمة تحت الرعاية الملكية من 02 إلى 05 نونبر الجاري بطنجة، من طرف معهد أماديوس، تحت عنوان "من أزمة إلى أزمة، نحو نظام عالمي جديد؟"، أن "هذه الهشاشة المتنامية للصحافة تطرح مشاكل ديمقراطية وتولد مخاطر على السيادة الإعلامية والثقافية للدول، لاسيما بالقارة الإفريقية". وبعرضها لمنظور هيأة التقنين في ما يخص المعالجة الإعلامية الشمولية للأزمة الوبائية ل"كوفيد-19′′، أبرزت أخرباش ظاهرة استسهال وانتشار ممارسات التضليل الإعلامي، وأشارت إلى أنه "لم ينج أي بلد في العالم من الاضطرابات الإعلامية؛ حيث شهدت الأزمة الوبائية جائحة تضليل إعلامي هائلة وشمولية". وأوضحت رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري أنه "يتعين، في احترام للحريات، إرساء سياسات عمومية دائمة حقيقية لمحاربة الأخبار الزائفة"، مضيفة أن "اقتحام الأخبار الزائفة ونظريات المؤامرة للمجتمعات تؤدي إلى إذكاء التصادم ونزعات الاستعداء بين الأفراد وبين المجموعات وأيضا بين الأفراد والمؤسسات، وتسهم في تقاطب المجتمع وتهديد العيش المشترك على الصعيد المحلي والدولي". وأشارت أخرباش إلى أنه "خلال الجائحة، استُخدمت وسائل الإعلام كساحة لحروب إعلامية جيو-استراتيجية من خلال، على سبيل المثال، التسابق التجاري بين المختبرات"، كما أعربت في ما يتعلق بدور وسائل الإعلام في التضامن الدولي خلال فترة الجائحة، عن أسفها لكون "كبريات وسائل الإعلام الدولية لم تبد مجهودات دالة لإبراز ترابط وتلازم الحلول والوضعيات الإنسانية رغم البعد الشمولي للجائحة والأزمة متعددة الأشكال الناجمة عنها؛ إذ انصب التركيز أساسا على الطابع الشمولي لتفشي الفيروس، في حين لم تحظ الأبعاد الاقتصادية والإنسانية لهذا الترابط بالحضور الكافي". وفي ختام مداخلتها، أعربت رئيسة الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري عن أملها أن "تتمكن وسائل الإعلام الإفريقية من تعزيز قدراتها وتقديم، في عالم ما بعد كوفيد، إسهامها في فهم العالم وفي تعزيز التضامن الإنساني". يشار إلى أن منتدى ميدايز ينظم من طرف معهد أماديوس، مركز تفكير مغربي يرأسه إبراهيم الفاسي الفهري. وتميزت دورة هذه السنة، التي تعقد بعد عامين من الغياب جراء إكراهات الجائحة، بمشاركة رئيس جمهورية ليبيريا، جورج ويا، كضيف شرف. وتمتد أشغال هذه الدورة على مدى أربعة أيام، من خلال أكثر من 50 جلسة عمل ومائدة مستديرة يشارك فيها أكثر من 250 متدخلا من ذوي الصيت العالمي لمناقشة قضايا جيو-استراتيجية واقتصادية واجتماعية رئيسة تحرك العالم.