أطلقت فرنسا العضو الدائم بمجلس الأمن الأممي الأربعاء المنصرم نداء إلى الاطراف المعنية بالنزاع المفتعل في الصحراء من أجل استئناف المفاوضات تحت إشراف الأممالمتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية في معرض رده على أسئلة للصحافة الإسبانية حول وضعية المدعوة اميناتوحيدر «أذكركم بأن فرنسا كانت على الدوام مقتنعة بضرورة إيجاد حل لقضية الصحراء في إطار الأممالمتحدة بتوافق مع رواج القرارين رقم 1813 و1871 الصادرين عن مجلس الأمن. وأضاف أننا نشجع كل الأطراف على استئناف المفاوضات، فاستمرار حالة الجمود لايصب في مصحلة أي من الأطراف. تأتي هذه التصريحات في وقت عملت فيه الآلة الدعائية الجزائرية ووفق مخطط مدروس على عرقلة هذه المفاوضات التي يُعْرفُ أن الطرف الآخر الجزائر والبوليساريو لن تقدم جديداً بعد الجولات السابقة وانطلاقا من الأرضية الوحيدة المتوفرة لحد الآن بعد أن استنقدت أطروحة «الاستفتاء وتقرر المصير» التي تروج لها الجزائر وضعيتها البوليساريو كل ما عندها. وبعدما أصبح لدى المنتظم الدولي اقتناع راسخ أن هذا الادعاء غير واقعي وغير قابل للتحقق، وأن المخرج الوحيد هو حل متفاوض، بشأنه مقبول من جميع الأطراف، بمعنى أن المنتظم الدولي لن يجبر أيا من الأطراف بحل عبر مقبول من الطرف الآخر. وكان لاقتراح المغرب بمنح الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا موسعا تحت السيادة المغربية. هو المقترح الوحيد بعد سنوات من الدوار في المفرغ. غير أن الجزائر والبوليساريو والتي لم تجد ماتجيب به على اقتراح المغرب في المفاوضات السابقة والمفاوضات الآتية خططت لحملة دعائية من أجل عرقلتها وتحويل الانتباه إلى قضية مفتعلة هي التي نفذتها المدعوة أمينتو حيدر بدقة وبتنسيق مع الجزائر ومع الأطراف المعادية للوحدة الترابية للمغرب في إسبانيا. ويظهر ذلك جليا من خلال العديد من التصريحات، فقد أكد ممثل البوليساريو بالأممالمتحدة أن البوليساريو لن تستطيع مواصلة المفاوضات مع المغرب «وجثة اميناتو حيدر على الطاولة». وقال في تصريح لوكالة الأنباء الاسبانية ايفي أنه أجرى اتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن الأممي لاطلاعهم على ماسماه بانشغال جبهة البوليساريو من عدم الوصول إلى حل لقضية امينتو حيدر. كما التقى المسؤول الانفصالي بالمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة كرستوفور روس وأكد له عن «خشيته من الخطر الذي تواجهه امينتو حيدر وأنه سيكون من غير الوارد مواصلة المفاوضات». واعتبر أنه اذا ما حصل وفقدت امينتو حيدر حياتها فإن المفاوضات بين المغرب والبوليساريو تحت إشراف الأممالمتحدة ستصاب بضربة قاتلة». والواقع أن البوليساريو كان دائما يعرقل المفاوضات ولم يعد يجد مايقدمه سوى تكرار أسطوانة لم يعد يقبلها أحد. والآن يريد اختزال كل الجهود الأهمية وجهود الأطراف في قضية مفتعلة تعتبر صاحبتها هي المسؤولة عنها. فلا أحد يمنعها من الأكل. ولا أحد أجبرها على التنكر لجنسيتها. وإذا كان أمر حقوق الانسان يعني الانفصاليين ومن يقف وراءهم فكان أول ما يجب الانتباه له هو وضعية المحتجزين المغاربة على كل أرض الجزائر الذين يعانون شتى ضروب المعاناة وهي المعاناة التي لاتهتم بها وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية الإسبانية التي تحنّ إلى الاستعمار وتعتبر أن بلادها تخلت عن الصحراء بسهولة. وتريد استعمال هذه الورقة ضد المغرب وضد حكومتها في الحملات الانتخابية. ولو كانت تعتني فعلا «بتصفية الاستعمار (كما تقول) فهاهي سبتة ومليلية مازالت تحت الاستعمار الإسباني. وفي هذا الإطار دعت منظمة صحراوية إلى القيام بوقفة احتجاجية يوم غد السبت 12 دجنبر الجاري في ساحة تراكوديرو بباريس بشراكة بين الجمعية الصحراوية للتضامن ودعم مشروع الحكم الذاتي واللجنة الخاصة المكلفة بالصحراء المغربية في أوروبا وذلك للتنديد بالأوضاع التي يعيشها المحتجزون المغاربة في تندوف بالجزائر على يد مليشيات الانفصاليين وبدعم من الجزائر.