ألقت حساسية العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر بظلالها على ترتيبات أشغال القمة العربية التي تلتئم اليوم في العاصمة الجزائرية. وبدا واضحا من الوهلة الأولى أن الجهات المسؤولة بالجارة الشرقية تعمدوا الخلط بين تطورات النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية و توجهات القمة العربية التي يقدمها البلد المنظم بقمة لم الشمل وتوحيد الصف العربي. حتى قبل انطلاق أشغال الاجتماعات التحضيرية للقمة و ما رافق الأسابيع الماضية من تحرش اعلامي مباشر ضد المملكة المغربية و مؤسساتها و تكهنات غير بريئة عن حجم تمثيلية الرباط في المحفل العربي , خرج الممثل الدائم للجزائر بالأمم المتحدة تزامنا مع صدور قرار مجلس الأمن الدولي حول الصحراء المغربية، الجمعة الماضي " ليفند تفنيدا قاطعا" ما زعم أن بعض وسائل الإعلام المغربية قد تداولته "من أخبار مغلوطة بخصوص مشاركة زعيم الانفصاليين " بصفته ( رئيس للكيان الوهمي المصطنع ) في أشغال القمة العربية في دورتها ال31 بالجزائر . المسؤول الجزائري أضاف من توابل التهويل والاثارة حين اعتبر أن " الغرض من نشر هذه الأخبار الكاذبة والمغلوطة هو التشويش على قمة الجزائر ومحاولة إفشالها.. بما يفيد أن المغرب يتربص بالقمة العربية ويسعى لإفشالها . يوما واحدا بعد التصريح العجائبي و الخارج عن السياق للدبلوماسي الجزائري , الذي لم يكلف نفسه و بلاده عناء البحث عن المصدر الأصلي للمعلومة ّالمشوشة لجهود إنجاح القمة " , وهو موقع مغمور يصدر في الولاياتالمتحدةالأمريكية منذ عام 1991 و لا صلة له اطلاقا بالمغرب فضلا على أن كاتب المقال الذي أخرج الدبلوماسية الجزائرية من هدوئها و اتزانها هو محرر تونسي استقى بدوره المعلومة من تغريدة بالتويتر لمعارض جزائري بالخارج و بنى عليها تخيلات و استنتاجات يمكن تفسيرها بأنها تستفز المملكة المغربية و تدفعها الى تقليص مستوى تمثيليتها بالقمة العربية الى الحدود الدنيا التي لا تسمح للوفد المغربي أن يسرق الأضواء بالجزائر من أصحاب الأرض ...... ... 24 ساعة بعد الانفعال الرسمي الجزائري غير المفهوم، ستخترق الأجواء الجزائرية طائرة حكومية مغربية تقل وزير الخارجية ناصر بوريطة لتحط بمطار الهواري بومدين تمهيدا لمشاركة الوزير المغربي في أعمال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المرتقب غدا الثلاثاء . رئيس الدبلوماسية المغربية وبغض النظر عن الابعاد الرمزية لحضوره الى اللقاء العربي على متن طائرة حكومية مغربية , كسرت سنتين من الحصار الجوي المفروض على المغاربة دون العالمين , حيث شارك رئيس الدبلوماسية المغربية بصفة عادية في مناقشة مشروع جدول أعمال القمة، و استكمال المواضيع المرفوعة من قبل المندوبين الدائمين وكبار المسؤولين التي تدوولت على مدى الأيام الماضية بالعاصمة الجزائرية , لكن الوفد المغربي سيفاجئ بمجرد أن ولج القاعة المخصصة لاحتضان اجتماع وزراء الخارجية العرب بقناة الجزائر الدولية التي تدعي حيازتها صفة الشريك الإعلامي للجامعة العربية , تبث وصلة دعائية تحمل شعار الجامعة و تتضمن خريطة منسوبة لنفس المنظمة مبتورة الأطراف بالنسبة للمغرب.