هل يحضر الملك القمة العربية في الجزائر ؟ سؤال كان وما يزال يشغل الحيز الأكبر من النقاش الدائر حول القمة التي لفها لغط كبير، إذ لا مست إرهاصاتها الأولى طريق الفشل سواء من حيث حضور القادة أو المخرجات السياسية. وإلى حدود هذه اللحظة لم يتأكد بعد مشاركة الملك محمد السادس في أشغال القمة العربية التي ستنطلق رسميا يوم غد الثلاثاء، في وقت أعلن فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عدم حضوره للقمة، إضافة إلى العاهل الأردني، وأمير الكويت، بينما يلف الغموض مشاركة رئيس الإمارت العربية المتحدة.
وكان وزيرالشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة، أكد في تصريح ل"جون أفريك" أنه ولحدود مساء أمس الأحد، لم يتخذ الملك محمد السادس أي قرار بشأن المشاركة في القمة.
ويبدو أن المغرب يلعب على عامل المفاجأة، ويسعى من خلال هذا الصمت للانتظار حتى آخر لحظة للإعلان عن مشاركة الملك أو عدم حضوره شخصيا إلى القمة، وبالتالي، والانضمام إلى مواقف عواصم السعودية والكويت والأردن التي أعلن قادتها ب عدم حضورهم للجزائر بسبب مواقف الأخيرة من الخروج عن الصف العربي في الملف الإيراني والتركي والسوري.
وفي حال عدم مشاركة الملك في القمة سيرسل، أحد ممثليه سواء أ كان رئيس الحكومة عزيز أخنوش أو وزير الخارجية ناصر بوريطة، كما جرت العادة في مختلف القمم العربية التي غاب عنها الملك محمد السادس منذ سنة 2005 والتي أقيمت بالمناسبة في الجزائر.
يأتي هذا في سياق،ما أبداه الوفد المغربي المشارك في أشغال اجتماع مجلس وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية بالجزائر، السبت، من تعرضه ل "استفزازات وخروقات بروتوكولية وتنظيمية متنافية مع الأعراف الدبلوماسية والممارسات المعمول بها في الاجتماعات"، في صورة أخرى من صور التوتر والخلافات العميقة التي تعرفها العلاقات بين البلدين الجارين. بينما نفت الجزائر خرق البروتوكول. وعبّر الوفد المغربي عن استياءه من الطريقة التي تعاملت بها البلاد المستضيفة للقمة خلال استقبال وفد المملكة الرسمي، محاولة الجزائر تعريضه للإقصاء والتهميش، بدليل أن وزير الخارجية ناصر بوريطة والوفد المرافق له لم يُستقبَلوا رسمياً عند وصولهم إلى مطار هواري بومدين في العاصمة الجزائرية، كما جرت العادة، وهو ما يُعتبَر خرقاً للبروتوكول والأعراف المعمول بها بالاجتماعات التي تنظم في إطار جامعة الدول العربية.