التجارب أثبتت أن للمشكلات الأسرية تأثيراً كبيراً على التحصيل الدراسي لأبنائنا؛ إذ أظهرت دراسة متخصصة ان نسبة التعثر الدراسي لدى الأطفال في المدارس تزيد كثيرا نتيجة للعديد من الأسباب الاجتماعية والنفسية والاقتصادية. وقالت الدراسة إن التعثر التعليمي يعد إحدى المشكلات التي تمس العديد من الأسر. ذلك أن إشراك الأب في الحياة الدراسية للطفل يساهم في جعل الطفل أكثر استمتاعا بالحياة الدراسية، وأكثر تفوقا، وأكثر قدرة على تكوين صداقات ناجحة، كما ثبت أنهم أقل عرضة للمشاكل السلوكية وأكثر عرضه لكي يصبحوا أشخاصا مسؤولين في فترة البلوغ والشباب. اشتراك الأب في الحياة الدراسية للطفل يرسل له رسالة توضح مدى أهمية الحياة الدراسية، حيث أكدت بعض الدراسات الحديثة أنه لكي يتم إشراك الأب في الأمور المتعلقة بالحياة الدراسية للطفل يجب أولا تنمية مشاعر الحب والألفة بين الطفل والأب في مرحلة ما قبل الدراسة، والتي ثبت أن تلك المرحلة العمرية تلعب دورا كبيرا في زيادة روح الألفة والمودة في العلاقة بين الأب والابن والتي تؤثر بعد ذلك على حياة الطفل في المستقبل. كما أثبتت الدراسة أن قوة العلاقة بين الأب والطفل أثناء المرحلة الدراسية تساعد الطفل على التحدث مع الأب عما يواجهه أثناء اليوم الدراسي، بالإضافة إلى العديد من الأمور الأخرى التي لا تتعلق بالأمور الدراسية. مما يتيح للأسرة الاستجابة إلى مشاعر الحماس أو الإحباط التي يعاني منها الطفل والتعامل معها بصورة أكثر إيجابية. وتحذر الدراسة من محاولة الأب البحث عن الألفة والمحبة بينه وبين الطفل في مرحلة سنية متأخرة، فقد يكون الوقت قد أصبح متأخرا لبداية تلك العلاقة. كانت الدراسة قد أجريت على حوالي 390 طفلا وعائلاتهم، كما قامت الدراسة بقياس المشاعر الإيجابية بين الأب والابن في المرحلة العمرية ما بين عامين إلى خمسة أعوام. حيث إن السمات السلوكية التي تميز العلاقة بين الأسرة والطفل بوجهه عام وبين الأب والطفل بوجه خاص تتضمن الأنشطة المركزية التي تتعلق بالحياة اليومية للطفل مثل القراءة أو القيام ببعض الأنشطة اليومية للطفل كما أنها تتضمن بعض المسؤوليات الأسرية التي تتعلق بالطفل مثل الذهاب مع الطفل إلى الطبيب، وغيرها من الأنشطة الأخرى التي تدل على مدى الألفة والمحبة. وأكدت الدراسة أن الطفل ليس وحدة المستفيد من اشتراك الأب في شؤونه الدراسية، فقد أثبتت الدراسة أن الأب هو الآخر يحقق الكثير من الاستفادة من ارتباطه بالحياة الدراسية لطفله، حيث يزيد ذلك من شعوره بالثقة بالنفس، وشعوره بأهمية الدور الذي يلعبه داخل الحياة الأسرية ، ليشعر بمدى أهمية دوره داخل المجتمع. كما ثبت أن اشتراك الأب في الحياة الدراسية للطفل يساهم في تقويم الطفل من الناحية السلوكية والاجتماعية، حيث يستطيع الأب عن طريق التعرف على أصدقاء الطفل تجنب المخاطر التي يتعرض لها الطفل من جراء رفاق السوء.