جوزيب بوريل يعيد الموقف الأوروبي إلى منطقة أكثر غموضا بدل إخراجه من الظل أثارت التصريحات التي أدلى بها أول أمس الثلاثاء السيد جوزيب بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي قلقا واسعا لدى المتتبعين لملف قضية الصحراء، وكذا للعلاقات بين المغرب والاتحاد الأووبي، ففي تصريح له بالقناة التلفزيونية الإسبانية tve اعتبر بوريل أن حل مشكل الصحراء يجب أن يمر عبر استشارة الشعب الصحراوي على حد تعبيره ، وأن الشعب-كما قال - هو الذي سيحدد كيف سيكون مستقبله، وأضاف السيد بوريل أن الموقف الذي اتخذته الحكومة الإسبانية ، كان هو موقف الاتحاد الأوروبي ، أي الدفاع عن تنظيم استشارة تمكن الشعب الصحراوي من تقرير مستقبله. واذا كانت البوليساريو ، ولا شك الجزائر معها قد تلقت هذا التصريح بارتياح كبير، فإن الأمر لن يكون كذلك في الرباط ، التي عولت على تحول كل من إسبانيا وألمانيا وعدد من الدول الأوروبية في تغيير موقفها من النزاع المفتعل في الصحراء، والترحيب بمقترح الحكم الذاتي المغربي. وتأتي تصريحات بوريل يوما بعد تفاعل الحكومة الإسبانية مع خطاب جلالة الملك، الذي ثمن الموقف الإسباني، حيث أشاد جلالته في خطابه الأخير بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب بموقف الجارة الإسبانية الجديد من قضية الوحدة الترابية للمملكة، حيث ثمن الموقف الواضح والمسؤول للجارة الإسبانية، التي تعرف جيدا أصل هذا النزاع وحقيقته.، والمتمثل في الترحيب بمقترح الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب . وهو الموقف الإيجابي يقول جلالة الملك الذي أسس، لمرحلة جديدة من الشراكة المغربية الإسبانية، لا تتأثر بالظروف الإقليمية، ولا بالتطورات السياسية الداخلية. وكانت الحكومة الإسبانية قبل يوم من تصريح بوريل ، الإثنين، قالت إنها من خلال دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية، تأمل أن يتم التوصل لحل سريع للنزاع المستمر منذ ما يقرب من 50 عامًا في إطار قرارات الأممالمتحدة. وأضافت وزيرة السياسة الإقليمية، المتحدثة باسم الحكومة الإسبانية، إيزابيل رودريغيز، في مقابلة مع قناة TVE العامة، إنها تأمل في أن يجد من ينام اليوم في هذه الخيام، موقفا شرعيا في إطار الأممالمتحدة وقراراتها. هذا التصريح المفاجئ للسيد بوريل لاشك أنه ستكون له تداعيات كبيرة في العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي ، خصوصا وأن المغرب أكد أن شراكاته مع أية جهة لن تتم إلا في إطار احترام المصالح العليا للمغرب، وعلى رأسها الموقف الإيجابي من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية ، الذي استثمرته عدة جهات ولا زالت تريد استثماره عن طريق إطالة اللعب عليه ، تارة لصالح المغرب ، وتارة لصالح أعدائه. تصريحات السيد بوريل تطرح التساؤل حول الجهة التي يتكلم باسمها ، وهل أن ما صرح به كان حقا هو موقف الاتحاد الأوروبي، ودوله الأعضاء؟.