أكد ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الثلاثاء، أن موقف حكومة بيدرو سانشيز فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية كان ولا يزال موقف الاتحاد الأوروبي، أي الدفاع عن عقد المشاورات بحيث يكون الشعب الصحراوي هو الذي يقرر كيف يريد أن يكون مستقبله"، حسب قوله. وبدا بوريل، في تصريح للتلفزة الاسبانية، حذرا في اختيار المصطلحات، إذ لم يشر صراحة إلى أطروحة استفتاء تقرير المصير التي تطالب بها جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، كما أن تصريحاته تتعارض مع الموقف الذي كان يدافع عنه عندما كان على رأس وزارة الخارجية الإسبانية، وأيضا عندما تولى مهمة رئاسة الدبلوماسية الأوروبية.
واعتبرت مصادر جزائرية ومن "البوليساريو"، تصريحات ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بكونها داعمة لأطروحة "الجبهة"، حيث قال عمار بلاني، المسؤول الجزائري، في تصريحات صحفية، "أنه على الرغم من كل محاولات النظام المغربي، سيبقى مصير الصحراء الغربية في نهاية المطاف، بين أيدي أبناء هذا الشعب الشجاع، الذي لن يتنازل أبدا عن حقه المشروع وغير القابل للتصرف في تقرير المصير"، حسب زعمه.
بدورها رحبت البوليساريو بالتصريحات الصادرة عن جوزيف بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، وجاء في بيان موقع من طرق أبي بشرايا البشير المكلف بأوروبا في الجبهة، أن تصريح بوريل "يؤكد بشكل صريح أن محاولات التحايل على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير لم تعقد الوضع فقط وأبعدته عن الحل العادل"، حسب زعمه.
واعتبرت البوليساريو، أنها تتوقع من الاتحاد الأوروبي أن يترجم هذا التصريح "إلى حقائق من قبل مسؤوله الأعلى للشؤون الخارجية وأن يجعله سياسة محددة بوضوح، ومصحوبة بتدابير عملية" لتسريع ما وصفتها عملية إنهاء الاستعمار في الصحراء".
في هذا الصدد، قال محمد شقير، المحلل السياسي، "أن موقف الاتحاد الأوروبي واضح فيما يتعلق بإيجاد حل أممي لهذا النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، وبطبيعة الحال مسألة مبادرة المغرب للحكم الذاتي، اعتبرت من طرف أهم الشركاء الأوروبيين بأنها المبادرة لحد الآن الأكثر إمكانية للتحقيق ومصداقية خاصة بعدما تم دعمها من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية، باعترافها بمغربية الصحراء".
وأضاف المحلل السياسي، في تصريح ل"الأيام24″، أن "اعتراف واشنطن بمغربية الصحراء، ليست هناك متغيرات التي قد تجعل الاتحاد الأوروبي من خلال تصريح جوزيب بوريل الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، أن يتراجع خاصة بعدما عبرت أهم مكونات دول الاتحاد ألمانيا وهولندا والموقف الإسباني الذي كان متميزا في هذه المسألة، بحكم أن مدريد كانت هي البلد المستعمر السابق للصحراء المغربية".
وأوضح شقير، أن "جل هذه المتغيرات التي جاءت في هذه الظرفية، لا يمكن أن تجعل الاتحاد الأوروبي من خلال هذه التصريح أن يدفعه إلى تغيير موقفه بشأن النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، خاصة بعدما دعا الملك محمد السادس، في خطاب الذي وجهه للأمة، مساء السبت، بمناسبة الذكرى ال69 لثورة الملك والشعب، شركاء المغرب، الذين يتبنون مواقف غير واضحة، إلى مراجعة مواقفهم الغامضة ووضع حد للازدواجية بخصوص هذه القضية الحاسمة بالنسبة للمغرب.
واعتبر المحلل السياسي، أن "هذه المسألة كلها لا تعطينا قراءات بأن الاتحاد الأوروبي سيتراجع عن موقفه فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، كما أن جل التصريحات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، كانت في صالح مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء خصوصا في ظل هذه الوضعية التي تعرفها المنطقة نتيجة الحرب الروسية-الأوكرانية، وبطبيعة الحال فإن الاتحاد الأوروبي مجمع على أنه يكون لديه موقف واضح من عدة قضايا.
وأشار شقير إلى أن "تصريحات بوريل التي جاء فيها مصطلح "الشعب الصحراوي"، لا أعتقد أن يحمل تغييرا في موقف الاتحاد الأوروبي، بشأن قضية الصحراء المغربية، لحد الآن الموقف الأوروبي كما جاء على لسان ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، بأنه يتقاطع مع الموقف الإسباني من قضية الصحراء، ولذلك بأن مسألة التركيز على هذا المصطلح لا أعتقد أنه يعبر عن موقف بقدر ما يعبر فقط على صيغة معينة".
وكان الممثل السامي للاتحاد الأوروبي المكلف بالشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيف بوريل، جدد قبل أيام التأكيد على "دعم الاتحاد الأوروبي الكامل" للمسار الذي تشرف عليه الأممالمتحدة، لإيجاد "حل سياسي عادل ودائم ومقبول لنزاع الصحراء.
وأوضح المسؤول الأوروبي، أنه "شجع بشكل علني وفي عديد المناسبات، استئناف المفاوضات، تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، ستافان دي ميستورا، الذي يحظى بالدعم الكامل من الاتحاد الأوروبي في البحث عن حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف".
كما أكد أن "جميع البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يشاطرون هذا التمسك الراسخ بالطابع المحوري للمسار السياسي الذي تشرف عليه الأممالمتحدة والعمل في إطار لوائح مجلس الأمن الدولي والعمل على بلوغ نتيجة نهائية يتم التوصل اليها باتفاق مشترك حول نزاع الصحراء".
وأشار في هذا الخصوص إلى أن "الاتحاد الأوروبي سيواصل تشجيع الطرفين على الالتزام بالمسار السياسي الذي تقوده الأممالمتحدة بجدية واحترام".
وخلص رئيس الدبلوماسية الأوروبية في الأخير الى التأكيد على "التزامه الصريح بالتعاون مع الأممالمتحدة من اجل إيجاد حل سلمي لقضية الصحراء".