بعد إستضافة وزير الشبيبة والرياضة السيد منصف بلخياط بالقناة الثانية في برنامج تيارات الذي يعده الزميل عبدالصمد بنشريف يوم الاثنين الماضي لمناقشة واقع كرة القدم المغربية. تتبعنا مناقشة نفس الموضوع في برنامج مباشرة معكم الذي يعد الزميل جامع كولحسن ليشكل إهتمام القناة الثانية بهذا الموضوع انفرادا في الوقت الذي لم نسجل أية مبادرة من القناة الأولى في هذا الموضوع من أجل النقاش لأسباب نجهلها. وبالعودة على وجه الخصوص لبرنامج مباشرة معكم فالنقاش فيه غلب عليه محاولة عدم النبش في الماضي المؤلم للعبة كرة القدم الذي اوصل هذه اللعبة الى النكسة وكان بطل هذا التوجه السيد الوالي العلمي بمؤازرة من السيد سعيد بلخياط كممثل لوزارة الشبيبة والرياضة وهما معا كانا من المشاركين في التسيير في العهد السابق، فيما كانت تدخلات كل من الدولي أبرامي والمدرب حميدوش مبرزة للعديد من الثغرات التي اوصلت كرة القدم لما آلت إليه بحصد إقصاء مدل من كأسي العالم وافريقيا 2010 لتبقى مداخلات الباحث الرياضي منصف اليازغي وحدها التي وضعت اليد على الجرح من خلال التطرق الصريح لمكان الخلل في غياب قانون يحكم الممارسة والمزاجية التي طبعت تسيير اللعبة في الحقب السابقة التي كان فيها هاجس النتائج هو القاعدة والتكوين والبناء هو الاستثناء. وكون البرنامج ومعده الزميل جامع قد لامس بشكل واضح بعد المعيقات المؤدية للكارثة فإننا نتساءل كيف أن الزميل جامع أغفل حضور التمثيل الصحفي في هذه المناقشات باعتبار أهمية دوره في المجال الرياضي أو على الأقل تخصيص فقرة للإدلاء بآراء مجموعة من الصحفيين من ذوي الاختصاص للكشف عن معطيات هامة للأسف لم تتم إثارتها خلال المناقشات التي حاول فيها ممثلا الجامعة والشبيبة والرياضة الإسراع بطي صفحة الماضي بسرعة وحتى ما قالا تنطلي عليه صفة الوعود والاماني دون الدخول في التفاصيل الدقيقة الكفيلة بتحقيق هذه الوعود التي لانتمنى أن تكون كسابقاتها التي عقبت النكسات السابقة، إن ما قبل من كلام عن الاصلاحات يضعنا أمام ورش كبير يتطلب اموالا ورجالا وكفاءات وعقليات متطورة لتنفيذه ولسنا ندري من منظورنا كيف يمكن تحقيق كل هذا في ظرف زمني لايتعدى سنة في وقت أصبح من المفروض على المغرب تطبيق الاحتراف في سنة 2011 بقرار من الإتحاد الدولي »الفيفا«. كنا نتمنى أن يأتينا ممثلا الجامعة والوزارة بوثائق رسمية موثقة للإصلاحات المراد تطبيقها عمليا على أرض الواقع الكروي المغربي، لا الإكتفاء بإعطاء بلميحات فقط من أجل طمأنة الرأي العام الرياضي المغربي الذي مازال مكتوبا بالإقصاء الذي ما كان ليحدث لو تدارك من كان بيدهم الأمر في البداية عوض الخوض في مسلسل تغيير المدربين واستعطاف اللاعبين وما الى ذلك من المتمنيات الخاطئة.