أعلنت قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية في بيان عممته يوم السبت الماضي عن (تعليق اتصالاتها بالحكومة الإسبانية برئاسة بيدرو سانشيز)، و قال البيان إن قرار التعليق جاء على خلفية تأييد حكومة سانشيز لخطة المغرب . طبعا، إسبانيا لا تعترف بجمهورية الوهم ، و لا توجد شخصية بحجم سفير لدى الطرفين ، و بالتالي فإن قرار (تعليق الاتصالات بالحكومة الإسبانية) يعطي الفرصة و يوفر الإمكانية والظرف المناسب للحكومة الاسبانية لطرد فلول من الأشخاص الذين يمارسون أنشطة معادية للمغرب، و بالتالي لإسبانيا التي التزمت حكومتها في البيان المشترك الأخير بحماية المصالح المغربية. فلول من الأشخاص الذين يشتغلون تحت إمرة مخابرات دولة أجنبية و يتلقون أموالا مشبوهة ، و يتحركون في إطار ما يسمى ب(تمثيليات البوليساريو في إسبانيا). المنطق يفرض على قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية أن تكون منسجمة مع موقفها القاضي بتعليق الاتصالات مع الحكومة الإسبانية و مع نفسها ، و ذلك بالسحب الفوري لفلولها فوق التراب الإسباني ، لكن بما أن هذه الجماعة المتسلطة على قيادة رقبة أشخاص محتجزين في مخيمات البؤس لا أخلاق لها ، فإنها ستفعل غير ما تقول ، و إنها ستبقي على فلولها في إسبانيا رغم موقفها المعلن يوم السبت الماضي .
على كل حال سبقت الخارجية الجزائرية قيادة الجماعة الانفصالية بأن قامت باستدعاء سفيرها بمدريد احتجاجا من طرفها على موقف رئيس الحكومة الإسبانية ، من قضية لا تتوقف الحكومة الجزائرية عن الادعاء بأنها ليست طرفا فيها، و لم تول الحكومة الإسبانية أي اهتمام لهذه الخطوة و بقي سفير الجزائر عالقا في بلده، في انتظار أن تدعوه حكومة بلاده إلى العودة لاستئناف عمله بمدريد دون اهتمام من الحكومة الإسبانية، تماما كما الإهانة التي تلقتها الحكومة الجزائرية حينما قامت باستدعاء سفيرها بباريس احتجاجا على تصريحات الرئيس الفرنسي تجاه الجزائر و أمرت سفيرها بالعودة الى عمله دون اعتذار أو حتى التفاتة بسيطة من الحكومة الفرنسية .
لذلك مهم أن تقرر اليوم قيادة الجماعة الانفصالية تعليق اتصالاتها مع الحكومة الإسبانية التي ستكون مجبرة على الرد عن هذه الحماقة عبر تطهير التراب الاسباني من عملاء يشتغلون لفائدة مخابرات دولة أجنبية و يسيئون إلى مصالح دولة جارة و صديقة .