قال السيد شكيب قايد الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية في تصريح صحافي خلال زيارته إلى العاصمة الإيطالية، «من الواضح أن الجزائر ستراجع كل اتفاقاتها مع إسبانيا في كافة المجالات» والسبب طبعا في هذه المراجعة الشاملة التي ستقوم بها الحكومة الجزائرية، فيما يتعلق باتفاقاتها المبرمة مع الحكومة الإسبانية، موقف رئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز الذي تضمنته الرسالة التي وجهها إلى جلالة الملك محمد السادس، والذي ساند فيها مقترح المغرب المتعلق بالحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في أقاليمنا الجنوبية. لم نسمع يوما أن الحكومة الجزائرية أطلقت العنان لمثل هذا التهديد ضد كثير من حكومات الدول التي غيرت مواقفها في قضايا تهم الجزائر مباشرة، كان آخرها تصريح الرئيس الفرنسي ماكرون الذي أنكر أي وجود تاريخي لدولة اسمها الجزائر، واكتفت السلطات الجزائرية بالمناورة من خلال استدعاء سفيرها في باريس، وأعادته إلى مكانه دون أي اهتمام من الحكومة الفرنسية. ولا داعي للتذكير بأن الحكومة الجزائرية لم تهدد بمراجعة اتفاقاتها مع حكومات دول أساءت إلى القضية الفلسطينية.
طبعا، المسؤول الجزائري يهدد الحكومة الإسبانية بإلغاء اتفاقية تصدير الغاز إلى إسبانيا في محاولة أخيرة لإجبارها على التراجع عن الموقف المساند للمغرب، وهي التي اعتادت المقايضة بالغاز.
ومع كل ذلك لا تخجل الحكومة الجزائرية في الادعاء بأنها ليست طرفا في النزاع المفتعل في الصحراء المغربية.