وجد وزير الخارجية الجزائري السيد رمطان لعمامرة نفسه في ورطة حقيقية، حينما سعى إلى استصدار موقف من نظيره الصيني مؤيد لأطروحة الانفصال في جنوب المغرب، في حين أصر المسؤول الديبلوماسي الصيني على أن يتضمن البلاغ المشترك، الذي صدر عقب اللقاء التنصيص على موقف ( الصين الواحدة ) بما يعني التأكيد على أن تايوان مقاطعة صينية ذات حكم ذاتي. وتجلت مظاهر الورطة في محاولة إقناع وزير الخارجية الصيني بتأييد حركة انفصالية في جنوب المغرب ، في إطار ما تدعيه الديبلوماسية الجزائرية (حق الشعوب في تقرير مصيرها) و في نفس الوقت إنكار هذا المبدأ على شعب التايوان ، بما يكشف منهجية انتقائية تفضح النفاق الجزائري ، و أن الأمر لا يتعلق بقضية مبدإ بقدر ما يتعلق بخدمة أجندة سياسية عدائية تجاه المغرب . المطلع على نص البلاغ المشترك الصادر عقب اجتماع وزيري خارجيتي الصين و الجزائر يدرك خيبة الأمل الكبيرة التي خرج بها رئيس الديبلوماسية الجزائرية من هذا اللقاء ، حيث اقتصر البلاغ المشترك فيما يتعلق بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية على (دعم الجهود الرامية إلى الوصول إلى حل دائم و عادل في إطار الشرعية الدولية ، لا سيما قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة) و خلا البلاغ من جميع التعابير و المصطلحات التي كان رئيس الديبلوماسية الجزائرية يمني النفس بتضمينها في البلاغ من قبيل (تقرير مصير الشعب الصحراوي) و قد يكون هذا المسؤول يجهل بوجود اتفاقية بين الرباط و بيكين تتعلق بعدم التدخل في الشؤون السيادية و الداخلية و احترام الوحدة الترابية للمغرب و الصين . لعمامرة كان يحلم بانتهاز فرصة لقائه بنظيره الصيني لانتزاع موقف ينفس به عن الجزائر الرسمية بعد ضيق التنفس الكبير الذي شعرت به عقب إعلان رئيس الحكومة الإسبانية تبنيه لمقترح الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب ، إلا أنه لم ينجح في هذا المسعى ، لأن حكومة الصين ليست في مستوى غباء و بلادة الحكومة الجزائرية لكي تقامر و تغامر بالعلاقات الممتازة التي تجمعها بالمغرب على المستويات كافة ، مقابل مسايرة طيش ديبلوماسي و عداء جزائري لبلد جار .