يبدو أن سوق درب غلف بمدينة الدارالبيضاء سبقته شهرته الكبيرة مقارنة بأي سوق آخر بالمملكة وذلك ليس بسبب رحابة مساحة ولا للإقبال الكبير على منتوجاته المعروضة والتي تغري الزوار. والباحثين عن المنتوجات الحيوية بل إن شهرته وسمعته صنعها شبان حاملون لشهادات جامعية، طالتهم البطالة وحالت دون اندماجهم في الحياة العملية أو الظفر بفرصة عمل ليجدوا أنفسهم داخل لعبة دائرية رقمية فككوا شفرتها واستطاعوا من خلالها إيجاد عمل رغم المخاطر القانونية التي تلاحقهم ليصبحوا بين عشية وضحاها قراصنة من النوع الرفيع يضرب لهم ألف حساب، يفككون شفرات القنوات التلفزية ويقرصنون آخر الأفلام العالمية ويسعرونها بأثمان رخيصة. ورغم المساحة الضيقة والمحدودة التي يتوفر عليها سوق درب غلف والمتاجر الصفيحية الضيقة فإن ذلك لم يحد من طموحات الشباب الذين أصروا على ركب قطار التنمية التجارية المستدامة رغم الطريق الصعبة والمحفوفة بالمخاطر، لتبقى سر قوته وشهرته تتجلى في نوع السلع التي ينفرد ببيعها عن باقي الأسواق وقيمتها اللامحدودة والنادرة والمطلوبة بشكل ملح لدى شرائح واسعة من المجتمع البيضاوي على الخصوص والوطني على العموم. سمعته عند هذا الحد، لتصل إلى خارج الوطن ويصبح قبلة للأجانب بل حتى الأجانب يجدون ضالتهم في هذا السوق وعلى سبيل المثال نأخذ سعر الأفلام السينمائية العالمية، والجديدة من نوع »DUD« والتي مازالت تعرض في صالات السينما حاليا وتباع في الأسواق الأروبية ب 50 دولار للقرص الواحد تجدها في سوق درب غلف ب 10 دراهم واللائحة طويلة ومغرية.