فيما يسرف غالي وزبانيته في تبديد أموال الشعب الجزائري في السفريات الخارجية الباذخة في نفس التوقيت الذي كان فيه زعيم الانفصاليين بمخيمات تندوف يسرف في تبديد أموال الخزينة الجزائرية التي خصصت لنقله و حاشيته المقربة على متن طائرة تبون الرئاسية , الى العاصمة البلجيكية بروكسيل و تأمين مصاريف مقامه الباذخ , تشتعل مخيمات تندوف منذ فجر الخميس الماضي على إيقاع المواجهات المسلحة وواقع الانفلات الخطير الذي تفجر بعد هجوم عناصر مسلحة على مركز لشرطة البوليساريو بمخيم السمارة أكبر مخيمات تندوف صبيحة الخميس الماضي و احتجازهم لأفراد من أمن البوليساريو , وتحرير معتقلين بالمركز على متن سيارات رباعية الدفع تم تعقبها من طرف ميليشيات البوليساريو مدعمة بمروحيات جزائرية , حيث استمر تبادل اطلاق النار متواصلا داخل المخيم المذكور الى حدود ليلة السبت فيما تتستر السلطات الجزائرية الى حدود الأمس على خبر المواجهات و عدد الضحايا الذين خلفتهم الاشتباكات بين قتيل و مصاب , والتي وثقت بعض أطوارها الدامية منصات التواصل الاجتماعي , متحدية الرقابة الأمنية الحديدية للجيش الجزائري على مخيمات العار .
القيادة الانفصالية و في محاولة مكشوفة لاحتواء الوضع أشاعت داخل المخيمات أن الأحداث الدامية مردها هجوم عناصر عصابة لترويج المخدرات على المركز الأمني لتخليص رفاق لها محتجزين على ذمة قضايا مخدرات . على أن مصادر من داخل المخيمات فندت مزاعم ما تبقى من قيادة البوليساريو بالمخيمات، مؤكدة أن المواجهات المسلحة بالذخيرة الحية و التي استغرقت ليلتين كاملتين و استدعت تدخل الجيش الجزائري ترتبط بمخطط عصيان مسلح من طرف أحد أجنحة النفوذ بالقيادة الانفصالية كان من المفترض أن يترجم الى استغلال سفر الزعيم الانفصالي خارج المخيمات و تنفيذ انقلاب مسلح عليه يبتدأ بإحكام السيطرة على أكبر التجمعات البشرية بمخيمات العار قبل الهجوم على مركز القيادة الانفصالية بالرابوني .
و تعيش مخيمات تندوف منذ أشهر أجواء احتقان اجتماعي غير مسبوق يغدي التوتر الاجتماعي و السياسي بين فصائل القيادة الانفصالية متشعبة الولاءات و المتضاربة التوجهات و المصالح تتزامن مع احتجاجات وتظاهرات يومية رافضة للبوليساريو أو متواطئة مع تيار داخل الجبهة في مواجهة خصومه.
حرب التصفيات و التطاحنات الداخلية بلغت ذروتها بعد قرار لما يسمى بوزير داخلية القيادة الانفصالية عمر منصور التضييق على رفاق له بنفس القيادة يحتكرون منذ عقود مهمة تزويد المخيمات بالمواد الغدائية و المحروقات و يجنون من ورائها عائدات ضخمة , حيث أمر المسؤول المقرب من زعيم الجبهة بتقييد نشاطهم و ربطه بالموافقة المسبقة له على الكميات و نوع السلع المطلوب إدخالها عبر منافذ المخيمات , مما تسبب في ندرة مقلقة للمواد الغدائية الأساسية و المحروقات التي يتم تخصيص المخزوم القليل منها لتمويل أسر و عائلات القيادة الانفصالية فيما تعاني الغالبية العظمى من ساكنة المخيمات من المجاعة و الامراض و العلل الناتجة عن سوء التغذية و تقييد حرية التنقل داخل الرقعة الجغرافية للمخيمات المتباعدة بعشرات الكلومترات .