المبعوث الأممي يستعد لإجراء أول جولة رسمية بالأقاليم الجنوبية بعد تعيينه بعد ثلاثة أشهر من تسميته مبعوثا شخصيا جديدا للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، بدأ الدبلوماسي السويسري الإيطالي ستيفان دي ميستورا، يعد لأول زيارة له للمنطقة، للانطلاق فعليا في تنزيل المساعي الأممية لتحقيق تقدم في النزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية.
وفي السياق ذاته، نقلت مصادر أن دي ميستورا، بدأ ترتيباته واتصالاته مع مختلف الأطراف المعنية بالنزاع المفتعل في الأقاليم الجنوبية، للقيام بأول زيارة رسمية له للمنطقة منذ تعيينه، آملا في أن يصل إليها، نهاية الأسبوع المقبل.
من جانبها، تسعى جبهة "البوليساريو" لاستقبال دي ميستورا لأول مرة في مخيمات تندوف، للقاء زعمائها، قبل أن ينتقل للقاء المسؤولين في موريتانيا والمغرب والعاصمة الجزائر.
دي ميستورا الذي يسعى لوضع قدمه في المنطقة لأول مرة وهو يتقلد المنصب الجديد، من المنتظر أن يجد أمامه واقعا إقليميا مختلفا بشكل جذري على ما تركه عليه المبعوث الأممي السابق للمنطقة هورست كولر، في ظل توترات إقليمية تقودها الجزائر، وإعلان أحادي من الجبهة الانفصالية عن العودة لحمل السلاح ضد المغرب بالإعلان عن تحللها من اتفاق وقف إطلاق النار قبل سنة.
قبل هذه الزيارة المرتقبة، سبق لدي مي ستورا أن التقى بدبلوماسيين إماراتيين في الأممالمتحدة، كما اجتمع مع ممثل "البوليساريو" الانفصالية في نيويورك، سيدي محمد عمار، وأجرى لقاء مع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في العاصمة الفرنسية باريس.
الموقف المغربي من دي ميستورا بدأ بالترحيب بتعيينه في هذا المنصب، لكنه طبع بالتوجس، وهو ما سبق وعبر عنه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بوضوح قبل أشهر قليلة، وقال إن "المغرب أخذ وقته حول دي ميستورا، وكانت له تساؤلات، واليوم يقول إنه سيتعامل معه في إطار محددات القرار الأممي الأخير، والشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن".
ووجه بوريطة رسالة واضحة إلى المسؤول الأممي الجديد، مفادها أن قضية الصحراء المغربية "ليست قضية للتساهل بالنسبة إلى المغرب، وليست مجالا للترضيات"، محذرا من أي تجاوز بالقول: "نحرص أن لا يتجاوز أحد الخطوط الحمراء".