منير شنتير.. العالم القروي يظل الحلقة الأضعف في المنظومة الصحية ومن الضروري توفير الأدوية ومواكبة النساء الحوامل. تميزت جلسة اليوم الاثنين بمجلس النواب بتخصيص ثلاثة عشر سؤالا للقطاع الصحي، تمحور أحدها حول تأهيل المراكز الصحية لما يميزها من قرب من الساكنة سيما في الوسط القروي. وقد وجه النائب البرلماني منير شنتير هذا السؤال بهدف شد الانتباه الى الإشكاليات الصحية التي تعاني ساكنة عدة جماعات بإقليمتازة على الخصوص. وذكر في سياق الاستفسار باسم الفريق الاستقلالي يعتبر تأهيل المراكز الصحية دعامة أساسية لتعزيز العرض الصحي بما يضمن للمواطن حقه الدستوري في التطبيب والعلاج، وليتساءل في ظل المشاكل التي يعرفها المجال على مستوى البنيات والتجهيزات الأساسية والأطر الطبية وشبه الطبية وغيرها من متطلبات التطبيب والعلاج عن التدابير الاستعجالية المتخذة لتأهيل هذه المراكز. وزير الصحة افاد في توضيحاته ان وزارة الصّحّة والحماية الاجتماعية تراهن من أجل إصلاح المنظومة الصّحّية وتعزيز وتجويد خدمات الرّعاية الصّحّية الأولية، ليس فقط على توسع شبكة المراكز الصحية، وإنّما بتحديث وإعادة تأهيل المراكز القائمة، والتي يبلغ عددها حاليا 2088 وحدة، مع دعمها بالموارد البشرية اللاّزمة ووسائل العمل الضّرورية. لذلك تعمل على: توسيع نطاق استمرارية الخدمة على مستوى مؤسسات الرعاية الصحية الاولية؛ مواصلة تأهيل قرابة 1.500 مؤسسة صحية من أجل تجويدها والرفع من جاذبيتها؛ مواصلة تفعيل مخططات العمل السنوية لبرنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالعالم القروي 2017-2023، حيث تمّ إنجاز عدّة مشاريع أبرزها (215 عملية بناء، 417 عملية تأهيل، اقتناء 543 من وسائل التنقل المبرمجة، تجهيز 596 مؤسسة للرعاية الصحية الأولية (بما فيها اقتناء 48 جهاز الفحص بالصدى). وإعداد الاستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية الأولية وتفعيلها عن طريق برامج عمل جهوية؛ إعطاء الأولوية للمراكز الصحية بالوسط القروي من حيث فتح المناصب الجديدة؛ ثم تعزيز الأطر الطبية والتمريضية والتقنية بالمراكز الصّحية، في ظروف أزمة كورونا؛ إلزامية احترام مسلك العلاجات الذي يبتدئ بإلزامية المرور بمؤسسات الرعاية الصحية الأولية أو من طبيب عام أو طبيب الأسرة؛ والشروع في تعميم طب الأسرة وتعزيز خدمات الطب عن بعد (Télémédecine). في سياق التفاعل مع هذه الردود سجل النائب البرلماني منير شنتير بإيجابية الإرادة القوية للوزارة من أجل تأهيل المراكز الصحية باعتبارها الدعامة الأولى لضمان الولوج للخدمات الصحية وتحقيق تغطية صحية أساسية شاملة، مفيدا في نفس السياق، ان العالم القروي يبقى الحلقة الضعيفة والحاضر الغائب، في ظل الوضعية الصحية الراهنة المطبوعة بضعف الخدمات الصحية وتدنيها، بشكل لم يعد مقبولا بعدما التزمت الحكومة بتكريس دعائم الدولة الاجتماعية وتعميم الحماية الاجتماعية وتنزيل التغطية الصحية الأساسية. وواصل قائلا " من غير المعقول أن تظل ساكنة العالم القروي محرومة من الإسعافات الأولية، من التطبيب والعلاج، ومن الأدوية، والمرأة الحامل من حقها في المواكبة أثناء الحمل وبعده، ولا شك أن ساكنة إقليمتازة تعتبر نموذجا حيا لهذه الوضعية الصحية بالمناطق النائية وخاصة جماعة بني افراسن، واولاد زباير، وجماعة بورد، وجماعة الربع الفوقي، وجماعات مغراوة وكلدمان وبني فتاح والترايبة". وأشار بعد ذلك إلى أن كل جماعة ترابية سالفة الذكر تضم 20 ألف نسمة، وهي تفتقد لطبيب وممرضة توليد، آملا في الختام أن تعمل وزارة الصحة على التجاوب مع مطالبها على مستوى الخدمات الصحية.