لم يكن أشد المتشائمين من أنصار فريق الرجاء البيضاوي لكرة القدم أن يقصى هذا الأخير من إياب نصف نهاية كأس اتحاد شمال إفريقيا للأندية البطلة بالطريقة التي أقصي بها أمام فريق وفاق سطيف الجزائري في المباراة التي جمعت بينهما مساء أول أمس الثلاثاء بملعب 8 ماي بسطيف بالجزائر. فالصورة التي ظهر بها الفريق الأخضر أمام مضيفه السطيفي أكدت بالملموس مرة أخرى أن كرة القدم المغربية أصيبت بالإفلاس التام، فكل من تابع هذه المباراة خرج بقناعة واحدة وهي أن بطولتنا المحلية بعيدة كل البعد عن أن تنتج فرقا قوية تقارع أقرانها العربية والإفريقية التي تجاوزتنا بسنوات ضوئية. فريق الرجاء الذي عودنا على تشريف سمعة الكرة المغربية في المحافل القارية والعربية لم يظهر منه في مباراة سطيف إلا شبحه، لاعبون تائهون حارس مرمى دون المستوى خطة المدرب عقيمة دفاع مترهل خط وسط متجمد، فكانت النتيجة طبيعة وهي الهزيمة بهدفين نظيفين (وقعهما اللاعب عبد المالك زياية في الدقيقتين32 و50 ،) لولا الألطاف الربانية لكانت أكثر من خمسة أهداف بالنظر إلى سيل الفرص التي أتيحت للفريق الجزائري في هذه المباراة. وباستثناء اللاعب سفيان العلودي الذي يبدو أنه بدأ يسترجع بعضا من مقوماته حيث ناور من كل الجهات لكن محاولاته لم تجد متمما للعمليات.. (باستثنائه) ظهر كل اللاعبين بمستوى ضعيف جدا لا يشرف سمعة الفريق البيضاوي. وبالرجوع إلى أطوار اللقاء فقد دارت في أجواء سادتها الروح الرياضية العالية فوق الميدان بين اللاعبين وفي المدرجات بين الجماهير. وتميز الربع ساعة الأول من اللقاء بآداء متكافئ بين الطرفين استهلها رجل اللقاء زياية في د 2 بعد تمريرة في العمق من وسط الميدان أخرجته وجها لوجه لكن الحارس عتبة تمكن من التقاط الكرة في آخر لحظة، ورد الرجاء بعد عشر دقائق من ذلك بهجوم مرتد لعمر النجاري الذي تمكن من الوصول إلى شاوشي لكن هذا الأخير صد كرته برجليه. وكاد المدافع مراد عيني أن يسجل ضد مرماه برأسية إلى الخلف لولا عودة حارسه وإخراج الكرة بصعوبة إلى الزاوية، لتنطلق بذلك هجومات فريق وفاق سطيف بقيادة الثلاثي زياية وجديات وفرنسيس أومبان. وفي د 32 وبعد تمريرة من وسط الميدان من لموشية تمكن اللاعب زياية من مجهود فردي التوغل إلى منطقة العمليات ليسدد كرة قوية من الزاوية الضيقة للجهة اليمنى لم يتمكن منها حارس الرجاء يونس عتبة، وظل الوفاق يهاجم إلى غاية نهاية الشوط الأول. وخلال الشوط الثاني دخل الرجاء بعزيمة أقوى لكن ذلك لم يدم طويلا فبعد أقل من خمس دقائق من بداية هذا الشوط تمكن اللاعب زياية من تسجيل الهدف الثاني للوفاق برأسية محكمة. وهو الهدف الذي نزل كقطعة ثلج على الفريق البيضاوي الذي ظل جارى ما تبقى من الوقت بطريقة سيئة للغاية بل كادت شباكه تستقبل أهداف أخرى لولا التسرع الذي كان يقع فيه لاعبو وفاق سطيف. وعقب نهاية المباراة أدلى مدرب الرجاء البرتغالي خوصي روماو بتصريح للصحافة قال فيه إن وفاق سطيف استحق الفوز والتأهل إلى المباراة النهائية مشيدا بأداء اللاعبين الجزائريين الذين يملكون خبرة طويلة في المقابلات الدولية.. وأضاف أن لاعبي سطيف كانوا في حالة نفسية جد مريحة خاصة بعد تأهل فريقهم الوطني إلى المونديال.. أما عن فريقه الرجاء فقال إن قلة خبرة لاعبيه وتألق الحارس شاوشي ساهما في هزيمة فريقه. أما مدرب وفاق سطيف علي مشيش فاعتبر أن فوز فريقه كان مستحقا وأنه جاء نتيجة دراسة معمقة لفريق الرجاء قائلا:» الرجاء كان ينتظرنا أن ندخل بنفس طريقة لعب مقابلة الذهاب لكننا اعتمدنا طريقة أخرى في اللعب، جعلت كل أوراقهم تتغير فوق الميدان» غير أنه اعترف أن دفاع الوفاق كان ضعيفا في الجهة اليمنى مضيف:» سجلنا انطلاقة صعبة في الدفاع خاصة من الجهة اليمنى، لكن خلال الشوط الثاني تكلمنا مع اللاعبين وعادت المياه إلى مجاريها وأغلقنا كل الثغرات أمام المنافس«.