قال دبلوماسيون إن القوى الست الكبرى أعدت مشروع قرار لطرحه على الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، يحث إيران على توضيح الغرض من موقعها الخاص بتخصيب اليورانيوم الذي كان في الماضي محاطا بالسرية، وتأكيد أنها لا تعكف على أي نشاط خفي آخر في المجال الذري. ويتوقع تقديم مسودة القرار، الذي تدعمه الولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، خلال اجتماع نهاية العام لمجلس محافظي الوكالة الذرية المكون من 35 دولة والذي سيبدأ اليوم الخميس. ويكتسب الدعم الروسي والصيني أهمية خاصة حيث عارض البلدان كثيرا في الماضي إجراءات أكثر صرامة ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة وفي مجلس الأمن، بما في ذلك السعي لفرض عقوبات أشمل وأكثر تأثيرا ضد طهران. ورغم ذلك فليس مؤكدا أن تنال مسودة القرار موافقة أغلبية أعضاء مجلس المحافظين الذين ينتمي نحو نصفهم إلى كتلة من الدول النامية تشمل إيران. وإذا تمت الموافقة على هذا القرار، فإنه سيكون الأول الذي تقره الوكالة الذرية بشأن إيران في نحو أربع سنوات، وقد يصدر هذا الإجراء في صورة بيان من الدول الست إذا فشلت في حشد تأييد غالبية الدول في محادثات تجري قبل الاجتماع. وذكرت الوكالة ، في تقرير الأسبوع الماضي، أن اعتراف إيران بمحطة «فردو» للتخصيب، قلص الثقة في عدم اضطلاعها بالمزيد من النشاط السري. وقال دبلوماسيون مطلعون على فحوى مشروع القرار لرويترز ، مشترطين عدم ذكر أسمائهم، إن المسودة ستدعو إيران إلى إطلاع الوكالة على جدول زمني يفصل الغرض الأصلي للموقع وتصميمه. وقال دبلوماسي كبير «كان هناك اتفاق قوي خلال اجتماع 5+1 (القوى الست الكبرى) في بروكسل، الأسبوع الماضي ; على أن الكشف عن فردو تطور جديد خطير». وكانت آخر مرة أصدر فيها مجلس الوكالة الذرية قرارا ضد إيران في فبراير 2006 عندما أحال الحكام ملفها إلى مجلس الأمن لرفضها تعليق التخصيب، وفتح منشآتها بالكامل أمام المفتشين والمحققين التابعين للوكالة. وأبلغت إيران الوكالة الذرية بأن الموقع الجديد، الذي يقع في مخبأ جبلي حصين، قرب مدينة قم ، سيبدأ بتشغيل 3000 جهاز طرد مركزي عام 2011، وأنه سينتج يورانيوم منخفض التخصيب يستخدم وقودا لمحطات الطاقة المدنية. وتقول طهران إن الموقع يمثل منشأة احتياطية لمركز تخصيب اليورانيوم في نطنز إذا قصفه أعداء مثل إسرائيل. ويقول محللون غربيون إن طاقة موقع فردو الصغيرة تجعله غير مناسب لأي هدف غير تخصيب كميات صغيرة من اليورانيوم تصلح لصنع قنبلة. وكشفت إيران عن الموقع للوكالة الذرية في شتنبر الماضي، بعد عامين من الموعد الذي قالت إن إنشاءه بدأ فيه. وذكرت الوكالة أن إيران ملزمة قانونا بالإفصاح عن المحطة بمجرد وضع التصميمات الخاصة بها.