أكّدت جماعة الحوثي اليمنية اليوم الخميس، إنها "استخدمت طائرات مسيرة وصواريخ لمهاجمة أهداف في مدينة جازان بجنوب السعودية، بينها هدف تابع لشركة أرامكو النفطية العملاقة، مما أدى لاندلاع حريق، فيما قالت الرياض إنها اعترضت ودمرت صواريخ باليستية وطائرات مسيرة استهدفت مرافق مدنية بمدينة جازان جنوبي غربي المملكة". وقال التحالف، إن "بعض الشظايا من اعتراض أربع طائرات مسيرة وخمسة صواريخ باليستية أطلقت خلال الليل، وفي الصباح الباكر سقطت داخل جامعة جازان، مما أدى لنشوب حريق محدود تم إخماده" فيما قال المتحدث العسكري باسم الحوثي يحيى سريع: "استهدفنا ب11 صاروخاً وطائرة مسيرة شركة أرامكو ومنصات الباتريوت في جازان"، موضحاً أن الهجوم جاء رداً على "تصعيد العدوان وحصاره وجرائمه وآخرها جريمة أمس في صعدة". وكثف الحوثيون مؤخراً، من إطلاق صواريخ باليستية ومقذوفات ومسيّرات على مناطق سعودية، وسط إعلانات متكررة من التحالف بتدميرها. من جانبها، تكثف الأممالمتحدة والولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية لإعلان اتفاق لوقف إطلاق النار رحبت به السعودية والحكومة اليمنية المدعومة من الرياض، بينما يضغط الحوثيون من أجل رفع كامل للحصار البحري والجوي الذي يفرضه التحالف على المناطق التي تسيطر عليها الجماعة. ويشن الحوثيون أيضاً هجوماً برياً على محافظة مأرب الغنية بالغاز، آخر معقل للحكومة في شمال اليمن، وأسفر القتال عن قتلى بين صفوف الحوثيين، والقوات الحكومية التي تسيطر على المدينة، فيما تستمر الأوضاع المعيشية للسكان بالتدهور. ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة المعترف بها، خصوصاً في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي. ومن شأن سيطرة الحوثيين على مأرب توجيه ضربة قوية إلى الحكومة، إذ سيسيطرون بذلك على كامل شمال اليمن. ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات حرباً مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، ومسلحي "الحوثي" المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء، منذ أيلول 2014. وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بحسب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب من 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليوناً يعتمدون على المساعدات في إطار أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم. كما أنه في بداية آذار الماضي، حذّر برنامج الأممالمتحدة الإنمائي من أن المجاعة قد تصبح "جزءاً من واقع اليمن" في 2021، بعدما تعهد مؤتمر للمانحين بتوفير أقل من نصف الأموال اللازمة لمواصلة عمل برامج المساعدات في البلد الذي دمرته الحرب.