اضطرت إلى المبيت في الشارع العام ومواجهة قساوة البرد عقب إخلاء منازلها، وسلطات الدارالبيضاء تبحث عن أماكن لإيواء الأسر المتضررة من المنازل المهددة بالسقوط تخوض سلطات الدارالبيضاء ومجموعة من الجهات المتدخلة فيما بات يعرف بملف (المنازل الآيلة للسقوط)، سباقا ضد الساعة من أجل إيواء العديد من الأسر التي وجدت نفسها عرضة لمواجهة البرد القارس بالشارع العام، عقب إرغامها على إخلاء ومغادرة المنازل التي تقطن بها، وذلك بسبب مخاطر سقوطها في أي لحظة جراء التساقطات المطرية الأخيرة التي تسببت في انهيار مجموعة من المنازل بالدارالبيضاء.
وقد اضطرت العديد من الأسر التي أخلت شققها بالمنازل الآيلة للسقوط، إلى المبيت بالشارع العام منذ الأسبوع الماضي، بعدما أقدمت السلطات المحلية على هدم عدد من المنازل المهددة بالسقوط بكل من درب مولاي الشريف بالحي المحمدي، ودرب بوشنتوف، ودرب الكبير، بتراب عمالة مقاطعة الفداء مرس السلطات، وذلك مخافة من وقوع الأسوأ، بسبب انهيار منازل نتيجة مخلفات الفيضانات التي اجتاحت المنازل والشوارع والأزقة خلال الفترة المتراوحة ما بين 4 و10 يناير الجاري، والتي تمخض عنها تكبد العديد من ساكنة العاصمة الاقتصادية للمملكة، لخسائر مادية في ممتلكاتهم الخاصة وتضرر البنيات التحتية، حيث أصبحت الأسر التي أجبرتها السلطات المحلية على ضرورة إخلاء مساكنها، تواجه معاناة جمة جراء عدم قدرتها على كراء شقق تحميها من لسعات البرد القارس خلال الفترة الحالية من فصل الشتاء والتي تتزامن مع انخفاض حاد في درجة الحرارة، لاسيما بالليل، وذلك بسبب ظروفها الاجتماعية والاقتصادية، فيما أن الجهات المسؤولة تسعى إلى إيجاد حلول لهذه القضية، من أجل إيواء المعنيين بالأمر ولو بشكل مؤقت، على اعتبار أن ملف ترحيل الساكنة المتضررة، وإعادة إيوائها بالمدن الجديدة الواقعة بالضواحي بكل من مدينة الرحمة بالجماعة الترابية دار بوعزة، والمدينةالجديدة النصر بتراب جماعة أولاد صالح بإقليم النواصر، وكذا مشروع السكن الاقتصادي بمنطقة الهراويين، إذ تواصل سلطات ولاية جهة الدارالبيضاءسطات عقد سلسلة من الاجتماعات مع مختلف الجهات من أجل تسريع عملية إيواء الأسر المعوزة التي تأخذ من الشارع العام مكانا للمبيت رفقة أطفالها رغم صعوبة الظروف المناخية، وفق مصدر مطلع، الذي أكد أن العملية لازالت تصطدم بمجموعة من الاكراهات، متوقعا أن يتم حل هذه الإشكالية التي أضحت تؤرق جميع الجهات المسؤولة، في غضون الأيام المقبلة، وهو ما حتم على الأسر المتضررة إلى الاحتجاج على عدم هذا التأخير، بسبب معاناتها من موجة البرد القارس.
يذكر أن مجموع الساكنة التي لازالت تقطن بالمنازل الآيلة للسقوط على المستوى الوطني يصل عددها إلى نسبة 83%، من أصل حوالي 50 ألف منزل، فيما تضم الدارالبيضاء أزيد من 6000 منزل مهدد بالسقوط وفق أخر الإحصائيات الرسمية، بكل من المدينة القديمة بتراب عمالة مقاطعة أنفا، والحي المحمدي، وسيدي عثمان والفداء مرس السلطان، ودرب الكبير، حيث أن تعتبر المنازل التي انهارت مؤخرا، جزءا صغيرا من عدد المباني المهددة بالسقوط كلما تهاطلت الأمطار.