إذا كان سكان المدينة القديمة في الدارالبيضاء اعتادوا على أخبار انهيار المنازل المهددة بالسقوط بسبب تساقط الأمطار أو الرياح القوية، بسبب توالي الانهيارات في هذه المنطقة، فإن نظراءهم في منطقة الفداء، أصبحوا يشعرون بالخطر نفسه، لاسيما أن هذه المنطقة تحتل المراتب الأولى في عدد الدور المهددة بالانهيار في العاصمة الاقتصادية. وقال مصدر مطلع ل"المساء" إن ما يقال عن ملف المدينة القديمة والتشعبات الكثيرة التي تعرفها هذه القضية، ينطبق أيضا على الدور المهددة بالانهيار في عمالة مقاطعة الفداء، وأكد المصدر نفسه أن هذه القضية تحتاج إلى حل جذري، وذلك بإحداث وكالة خاصة أو شركة للتنمية المحلية تتكلف بإشكالية الدور الآيلة للانهيار سواء في المدينة القديمة أو الفداء. وأوضح مصدر "المساء" أن القضية المرتبطة بالدور الآيلة للسقوط أصعب بكثير من ملف مدن الصفيح في العاصمة الاقتصادية، وقال: "في بعض الأحيان تتعقد مسألة الترحيل بسبب كثرة الورثة، حيث لا تجد الجهة التي يمكن أن تخاطبها، كما أن هناك العديد من العائلات التي تكتري شققا بأثمنة بخسة مقارنة بما يجري حاليا في سوق الكراء في الدارالبيضاء، الأمر الذي يجعل بعض الأسر ترفض فكرة الرحيل بصفة نهائية، لأنها اعتادت على المكوث في هذه المنطقة، التي تختزن بالنسبة إليها ذكريات كثيرة، الأمر الذي يزيد من تعقيد إيجاد حل لهذه القضية سواء على مستوى الفداء أو أي منطقة أخرى". وفي السياق المرتبط بعمالة مقاطعة الفداء، فإن أحياء كثيرة بهذه المناطق تحولت إلى ما يشبه مراكز تجارية كبرى، فالعديد من الأزقة أصبحت عبارة عن قيساريات، كما أن بعض المنازل السفلية أصبحت عبارة عن متاجر أو مستودعات للملابس. ولم تتمكن أكبر المراكز التجارية الكبرى التي ظهرت مؤخرا من زعزعة المكانة التجارية لعمالة مقاطعة الفداء، حيث إن بيضاويين كثيرين يفضلون شراء مستلزماتهم من هذه المنطقة. وقبل ست سنوات تقريبا، رغبت السلطات المحلية والمنتخبة في عمالة مقاطعات درب السلطان، بتعاون مع غرفة التجارة والصناعة في الدارالبيضاء، في تنظيم أفواج الباعة المتجولين في هذه المنطقة، ووزعت السلطات، وقتئذ، ما يقارب 50 ألف "مطوية" لتوعية هؤلاء الباعة بضرورة الانخراط في عملية تنظيم التجارة في دروب وأزقة درب السلطان، وألصق ما يناهز 15 ألف ملصق تحسيسي في مجموعة من الشوارع والأزقة. ووفق دراسة سابقة، كانت أنجزتها المديرية الجهوية للمندوبية السامية للتخطيط، ظهر أن عدد الباعة المتجولين على صعيد جهة الدارالبيضاء الكبرى يبلغ 128 ألفا و572 شخصا، وهو ما يعادل 10 في المائة من مجموع السكان النشيطين، ويتمركز 13 ألفا و310 بائعين متجولين من هؤلاء في عمالة مقاطعات الفداء -مرس السلطان، ويوجد في درب السلطان 10 في المائة من الباعة المتجولين في الجهة، ما يجعلها تحتل المراتب الأولى على صعيد الجهة، علما أنه تم تنظيم حملات في الشهور الأخيرة لاستئصال هذه الظاهرة، خاصة في شارع محمد السادس، مما ساهم في تحرير هذا الشارع.