أزمة اتحاد كتاب المغرب الأخيرة- وهي نتيجة لترسبات سابقة لامجال لذكرها الآن- هي أزمة كل الكتاب، دون أن يكون الأمر مقتصرا على المكتب التنفيذي رئاسة وأعضاء. هي أزمة كتاب ، أو معظمهم على الأقل،يدخلون في بيات « الفصول الأربعة» إلى حين انعقاد المؤتمر المقبل. وعند انعقاد هذا المؤتمر ، وهذا ما تجلى في المؤتمر الأخير الذي كشف عن الإنهيارات المتواصلة، ينبري معظم المؤتمرين إلى « شخصنة» قضيتين أساسيتين: السفر والعضوية.أما ممارسة الإتحاد للثقافة، من خلال الكتابة والكتاب، هوية ومبادئ- والكثير من الأعضاء لم تعد تهمه في قليل أو كثير- وعلاقته بالثابت والمتغير في الساحة الوطنية والعربية والدولية ، ونوعية المنتوج الثقافي، وفعالية أجهزته أو عدم فعاليتها...الخ، أقول ، إن كل ما ذكر قد لا يحظى بالإهتمام ، وبالتالي يعكس نوعا من العلاقات الملتبسة بين الإتحاد وبين أعضائه. هي أزمة معظم الكتاب المنتمين إلى الإتحاد ، دون إلغاء حالات الوهن الثقافي عند البعض، ونفض اليد عند البعض الآخر،لسبب أو لآخر،بعد أن تحولت بعض الفروع إلى جثث محنطة، وفروع أخرى الى زوايا لا يدخلهاإلا سالك ، ولا يزيغ عنها إلا هالك. وبالمقابل تحول « المكتب التنفيذي»إلى شقة مسيجة بمواد عديدة عازلة للصوت والصدى والرأي والرأي المضاد، بالرغم من الكلام الصامت ،أو الصمت الناطق الذي قد يتسرب من الشقوق والثقوب ،بعد أن بح صوتنا بضرورة توفر نشرة داخلية ? وهناك صيغ أخرى للتواصل_ تحافظ على الروابط الإنسانية والمعرفية والإخبارية بين الإتحاد وأعضائه. وانفسح المجال، تبعا لذلك، لكل الممارسات والمواقف والمسلكيات التي وصلت إلى العجيب والغريب، فوجدنا من يحضر مؤتمر القصة، وهولاعلاقة له بالقصة سواء كانت للكبار أو الصغار، ومنهم من حضر مؤتمرات « السبرنيطيقا، وشارك في نزع الأسلحة النووية- من النصوص طبعا- وبضاعته لا تتعدى سطورا يتيمة في زمن الغفلة الذي مازالت خيراته تجري على الكثيرين.وهناك من رأى الإتحاد في المنام فتحقق له ما أراد، ومنهم من اختلط عليه نقد الأدباء بنقد الصيارفة..الخ ولما كان الرجوع إلى الحق فضيلة، فإن عقد مؤتمر، بعد استنفاد صيغة المؤتمر الإستثنائي ،للإتحاد هو رجوع إلى الشرعية التي يبدو أنها أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى. إنها مسؤولية الجميع، جميع أعضاء اتحاد كتاب المغرب.