نفت الخارجية السويسرية أول أمس الثلاثاء أنباء صحفية تحدثت عن الاستعداد للحوار مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، أو أن تكون كلمة الوزيرة ميشلين كالمي-ري قد حملت أية دلالات على احتمال إقامة مثل هذا الحوار. وكانت وكالة الصحافة الفرنسية نقلت عن كالمي-ري في كلمة في المؤتمر السنوي لسفراء بلادها قولها «هل ينبغي وقالت أيضا إن على الدبلوماسية السويسرية أن «تكافح الرفض المبسط للحوار بما فيه الحوار مع الذين لا ينبغي الاختلاط بهم». كما رفضت تقسيم العالم بين خير وشر «إذ توجد دائما مساحة بين الأبيض والأسود كما أنه من النادر أن يكون هناك عداء أبدي ومستحكم بين الشعوب». « وأوضح بيان الخارجية أن كلمة الوزيرة أمام المؤتمر المذكور «تناولت الحوار كأداة في خدمة السياسة الخارجية، وحددت معالم وحدود الحديث مع الآخر، ولم ترحب قط بحوار مع بن لادن بل ولم تقترح مثل هذا الحوار». لكن الوزيرة حرصت على توضيح وجود قواعد للحوار يجب اتباعها بدقة، كما يجب أن يكون أي حوار مسبوق بتفكير معمق «مصحوبا برؤية واضحة لأهدافه ومتي يبدأ وكيف ينتهي». كما دافعت عن علاقة بلادها مع إيران وحوارها مع حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس) وحزب الله اللبناني، وعدد من الحركات الانفصالية في كوسوفو وسريلانكا. وقالت كالمي-ري إن حوار سويسرا مع تلك المنظمات لا يعني بالضرورة الموافقة على توجهاتها أو أفكارها، وإن التواصل معها كان لأهداف محددة تهدف إلى تعزيز الاستقرار. وأكدت أن لغة الحوار لا تتعارض مع اهتمامات برن «بل هي آليات تخدم مصالح البلاد، ولولا الحوار لما تمكنت سويسرا من إبرام صفقة الغاز الطبيعي مع إيران». فمن ناحيته رأى المتحدث الإعلامي باسم حزب الشعب (يمين متشدد) أن هناك حدودا للحوار «ولا يمكن لسويسرا أن تتحاور مع أي كان» واتهم وزيرة الخارجية بأنها انتهكت ما وصفه بأنه «دعائم أساسية في سياسة الحياد السويسري المعروفة «. كما تحدث آلان هاورت للجزيرة نت عن أن كالمي-ري «تضع حضورها الإعلامي فوق مسؤولياتها كوزيرة خارجية دولة محايدة». في المقابل رأى الليبرالي الديمقراطي ضرورة اعتماد سياسة خارجية «تركز على مصالح البلاد، بما في ذلك أيضا سياسة الوساطة في النزاعات الدولية لما لسويسرا من باع في هذا المجال، حرصا منها على عالم مستقر هي جزء منه». في الوقت نفسه قال المتحدث الإعلامي باسم الحزب كريستيان فيبر «إننا نعارض أية سياسة خارجية خالية المضمون وتعتمد فقط على الضجة الإعلامية فقط دون تحقيق نجاحات متوقعة». ووصف الوساطة الناجحة بأنها تلك التي «تحدث خلف الأبواب المغلقة وليست أمام أجهزة الإعلام».