قامت الدكتورة حنين زهرة رئيسة المركز الاستشفائي أناسي بدعوة عدة جمعيات محلية معنية بخدمة الشأن الشبابي لإنشاء قطب جمعوي بمنطقة سيدي مومن، والتي تزايدت فيها نسب الإدمان لتفوق 6% بين المتمدرسين ناهيك عن المنقطعين عن الدراسة والتي تفوق أعمارهم عشرين سنة والتي يمكن تقديرها تقريبا ب 80% بالمائة. اختارت هذه الجمعيات والتي يصل عددها إلى 13 جمعية نسائية تشكيل نسيج جمعوي يتبع استراتيجية استشفائية كالتالي، حملات التوعية بشكل مكثف ودوري، إنشاء مراكز استماع والتي أثبت نجاعتها بالثانوية التأهيلية محمد السادس بمنطقة سيدي مومن والذي تم من خلاله ضبط العديد من المدمنين الذين تحولوا إلى مروجين داخل نفس المؤسسة والتي أصبح فيها من البديهي رغم ما تقوم به الأطر التعليمية هناك من مجهودات، إلا أن المتمدرسات من الإناث أصبحن يحملن الشيشة كأدوات مدرسية داخل المحفظة ليستعملنها بأوكار قريبة من المؤسسة يضمنها لهم سماسرة الأقراص والمعجون المعسل وغيرها من المواد المخدرة، بالإضافة إلى ربط علاقات مع الخلايا المسؤولة عن المخدرات بالأمن الخاص بالمنطقة. وفي تصريح لجريدة العلم أكدت الدكتورة زهرة حنين بأن ما تعانيه منطقة سيدي مومن هو بمثابة هجمة حقيقية لاستهداف فئة الشباب المعرضين بالأساس للإدمان لسهولة اقتناء لما يحيط المنطقة من بناء عشوائي يساعد على إنفلات الأمني أو حتى ضبط الشبكات، رغم المجهودات المستمرة للأمن، باعتقال مروجيها. كما أنها أوضحت وبشكل مباشر وصريح بأن علاج الإدمان يتطلب موارد مالية مهمة وميزانيات ضخمة، وفي ظل غيابها يبقى تحديد الرقعة لهذه الظاهرة خطوة مهمة لمحاولة السيطرة عليه في ظل الموضات المتوالية بهذا المجال والتي تتراوح أثمنتها حسب الطبقة الاجتماعية، فمنهم من يجاري الموضة ويسارع إلى مواكبتها ومنهم من يكتفي بأنواع رخيصة، والتي غالبا ما تستعمل في صناعتها أحماض مستخلصة من نبتة الشتوكية بالاضافة لمبيد الحشرات أو منظفات الأحذية والأواني ويعتبر الرماد أحد المكونات الأساسية بهذه الخلطة القاتلة حيث يتم استعمالها على اللسان مباشرة، أو لفها برقاقة معدنية ووضعها فوق اللثة مباشرة، والتي تتسبب في هشاشة عظام الفك، وسرطانات متعددة في مراحله النهائية، وصدمات عصبية متتالية والتي تصبح بشكل مزمن مع تدمير الخلايا العصبية بالدماغ ولأن المروجين الآن أصبحوا يستهدفون التلاميذ بالمؤسسات يطلقون شبكة من المتعاطين - التلاميذ - ليستدرجوا العديد منهم عن طريق منحهم ما يصطلح عليه «بالشكيلطة» ومن ثم التدرج في التعاطي، والتي أصبح له تأثير واضح على المستوى التحصيلي للتلاميذ ، ناهيك عن اختلالات التركيز، لتكون المرحلة الأخيرة العقم وأمراض بالجهاز العصبي والتنفسي. وهذه المواد تسبب أيضا عسرا في النطق كما يمكن أن تسبب جلطة دماغية. إن ما يقوم به هذا القطب هو تحدي حقيقي لمشكل استفحل بمنطقة سيدي مومن وبشكل كبير، ويعتبر الجديد في هذا التجمع الجمعوي النسائي المحض هو اللجوء إلى معالجة المشكل عن طريق التخصص الطبي أولا ثم الاجتماعي والأمني فالتعليمي.