طيلة أسبوع كامل، ستحتفي إذاعة طنجة، بالذكرى الثالثة بعد الستين لتأسيسها، احتفال يأتي بالتزامن مع تقليد الذكرى الثانية والخمسين للزيارة التاريخية التي قام بها جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه لهذه الإذاعة العريقة. حيث يتم بهذه المناسبة تقديم برامج يومية، تسترجع بعضا من أقوى اللحظات التي ميزت أثير إذاعة طنجة عبر العقود والسنوات، كما تستحضر هذه البرامج ثلة من الأسماء والأصوات، التي وثقت بفكرها وبرامجها أثير هذه الإذاعة الرائدة، وسحرت أسماع وقلوب آلاف الأوفياء من المستمعين والمتتبعين المولعين بسحر هذه المؤسسة الإذاعية الكبيرة. وسيتوج أسبوع الاحتفال، بيوم الذكرى الذي يصادف الجمعة 16 أكتوبر، حيث تتم برمجة يوم كامل من البث، يحضره نخبة من قيدومي إذاعة طنجة بالإضافة إلى عدد من الوجوه الإعلامية والمستمعين والمهتمين، كما يحضره كل الذين اشتغلوا في إذاعة طنجة ممن لا يزالون على قيد الحياة، على اختلاف اختصاصاتهم، والفترات التي جايلوها. كما ستقدم بهذه المناسبة روبورتاجات ولقاءات صحفية وحوارات مع ضيوف مختصين تسلط الضوء على هذه التجربة الرائدة التي انطلقت منذ سنة 1946 تاريخ تأسيس إذاعة طنجة، تجربة تكللت بنجاحات عدة، جعلت من هذه المؤسسة الوازنة صرحا إعلاميا، متينا يحق له أن يفخر بتاريخ حافل من الوفاء والعطاء، وأن يستشرف مستقبلا واعدا شعاره القرب والمهنية. فعلى مدى أزيد من ستة عقود، امتد الإشعاع الثقافي والسياسي والاجتماعي لهذه المؤسسة، التي تمكنت لسنوات طويلة من تأسر قلوب أوفياء الأثير وعشاقه، بما في ذلك مجلة المثقفين والمفكرين والمبدعين، بالإضافة إلى الكتلة العريضة من البسطاء والأشخاص العاديين الذين وجدوا في إذاعة طنجة ملاذهم ومتنفسهم والمنبر الناطق بهمومهم وقضاياهم وانشغالاتهم. فبجرأتها المعهودة لم تتردد إذاعة طنجة على مدى تاريخها الطويل في أن تعالج قضايا ساخنة وحساسة من صلب المعيش اليومي، استجابة لمبدأ القرب من الملتقى، وتحقيقا لرسالة إعلامية هادفة ترقى لمستوى تطلعات وانتظارات كل المستمعين.