شهدت ساحة مدرسة الأمير مولاي عبد الله بسطات، إحياء مراسيم الحفل التدشيني لهذه المؤسسة العريقة التي دشنها المغفور له محمد الخامس يوم 17 فبراير من سنة 1945 في زيارة خص بها مدينة سطات بعد مضي سنة من تقديم وثيقة الاستقلال وقبل سنتين من زيارة مدينة طنجة. وقد تزامنت هذه الذكرى مع احتفال الشعب المغربي، بالذكرى الخمسين للعودة المظفرة للملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه من منفاه القسري، ومع الذكرى الذهبية لعيد الاستقلال، حيث ترأس والي جهة الشاوية ورديغة هذا الاحتفال، الذي سهر فيه المنظمون على تجسيده وإحيائه استحضارا للمناسبة الخالدة. وفي هذا السياق تلا العربي سوالي المدير الحالي للمدرسة وهو من قدماء تلاميذها، الكلمة الترحيبية التي ألقاها على أنظار محمد الخامس في ذلك اليوم التاريخي مدير المدرسة المرحوم أديب أحمد البهلولي، ثم قدم الأستاذ المختار الغازي نائب سابق لوزارة التربية الوطنية بإقليم سطات باعتباره عميد قدماء تلاميذ المدرسة ذاتها وشهد مراسيم هذا التدشين، كلمة وصفية للزيارة الملكية لمدينة سطات استهلها بضرورة العناية بهذه المعلمة التاريخية والذاكرة الوطنية موازاة مع قيمتها السياسية والعلمية.. مضيفا أن زيارة محمد بن يوسف لعاصمة الشاوية تحمل الكثير بين طياتها، إذ أن المدينة تميزت بصلابة مواقفها البطولية.. فقاومت لمدة تزيد عن ثلاث سنوات، انتهت بدخول الجيش الفرنسي للمدينة يوم عيد الأضحى من سنة .1907 وأعطى الأستاذ الغازي تفاصيل دقيقة حول الزيارة المولوية بجميع عناصرها بعدما أوضح دلالاتها وأبعادها السياسية والثقافية والاجتماعية.. كما تلا في هذه المناسبة نص الخطاب المولوي بمناسبه هذه الزيارة الملكية لتدشين مدرسة الأمير مولاي عبدالله، وهذه مقتطفات من الخطاب الملكي في ذلك اليوم التاريخي: .. فضل الله ابن آدم على سائر المخلوقات بالعقل، ذلك الجوهرالنوراني الذي ميزنا به الباري عز كماله، ولا وسيلة لشكره سبحانه على تلك النعمة، أفضل من تنمية العقل، ولا شيء ينمي العقل مثل العلم.. تعلمون أنه لا رقي للأمم إلا بالعلم، ولا سعادة للبشرية بدونه. فالعالم حي دنيا وأخرى، والجاهل ميت فيهما.... واعتبرعبد السلام أبو إبراهيم في شهادة باسم قدماء تلاميذ مدرسة الأمير مولاي عبدالله، أن الزيارة كانت حدثا بارزا ويوما خالدا في تاريخ مدينة سطات المجيدة، وكان بمثابة يوم عيد سعيد بالنسبة لساكنتها ولقبائل الشاوية جمعاء حيث استقبلته استقبالا رائعا وبحماس متدفق وجياش.. مضيفا أن هذه الزيارة أتت في ظرف تاريخي من أدق وأحلك الظروف الحرجة.. أملته ظروف ما بعد تقديم وثيقة الاستقلال. ووجه أبو إبراهيم نداء إلى كافة المسؤولين بالمدينة من أجل العمل على إحياء هذا اليوم التاريخي يوم 17 فبراير 1945 من حياة مدينة سطات وتخليده كل سنة بانتظام على غرار ما يحدث في مدن أخرى ببلادنا مثل مدينة طنجة وفاس وغيرهما، مؤكدا على أن هذا التخليد هو تكريم لروح البطل الوطني محمد الخامس طيب الله ثراه وللأمير الراحل مولاي عبد الله، وتكريم لجنود الخفاء المجهولين الذي كانوا وراء الحدث التاريخي العظيم.. موضحا أن هذه الذكرى هي مناسبة لإطلاع الأجيال عن تاريخ سطات الوطني الزاهر الذي تم طمسه وتم التستر والتجاهل الممنهج عن صفحاته وملامحه المشرقة. وفي تصريح ل التجديد أكد مدير المدرسة الحالي وهو تلميذ سابق بها، أن هذه المعلمة التاريخية تتميز عن سابقاتها بكونها كانت تدرس اللغة العربية فقط، معتبرا ذلك نوع من المقاومة الثقافية. كما حث في الوقت نفسه على تخليد ذكرى الزيارة الميمونة لمحمد الخامس رحمه الله والاحتفال بها سنويا من أجل ترسيخ هذا الحدث في نفوس الأجيال الحالية والقادمة. يشار إلى أن هذه المؤسسة التاريخية، سهرت على تأسيسها لجنة عملت على أن تنشأ المدرسة بروح وطنية عالية وبنية صادقة وبنيت بأموال وهبات السكان من مختلف الطبقات والشرائح الاجتماعية المكونة للساكنة من عائلات فاسية وسوسية ومن شاوية أصيلة دون اعتبار لاتجاهاتهم السياسية أو الفكرية أو الحزبية حسب ما جاء في شهادة باسم قدماء تلاميذ مدرسة الأمير مولاي عبد الله.