مرة أخرى، نكون مضطرين، لاعتماد وسائل الاعلام الاسبانية، المرئية، والمسموعة، والمكتوبة أساسا، كمصدر لإعادة نشر الأخبار المتعلقة بضبط المخدرات، المهربة بحرا، من منافذ التهريب المشهورة بشمال المغرب، نحو السواحل الاسبانية، وخاصة منها، تلك المحسوبة حدوديا وبحريا، على أقاليم، قاديس، واشبيلية، ومالقة، وغرناطة، وألميريا.. تهريب أطنان المخدرات المغربية (الشيرا) انطلاقا من سواحل جهة طنجة تطوان، وسواحل المنطقة الشرقية، والناظور بصفة أخص، مازال متواصلا، بالرغم من الاعتقالات التي طالت بعض الرؤوس (اليانعة!) في مناطق الناظور، والحسيمة وشفشاون، وتطوان، وطنجة، والعرائش، والقصر الكبير.. وبما أن المصالح المغربية المكلفة بمحاربة تهريب المخدرات على الصعيد الدولي، لاتعير أي اهتمام للصحافة الوطنية المكتوبة، وتكتفي أحيانا بتزويد وسائل الإعلام الرسمية بالأخبار، فإننا ننشر، بعض ما يكتبه وينشره الإعلام الاسباني، مع اكتفائنا، بنقل الأخبار المتعلقة بالكميات الكبيرة من المخدرات المهربة من شمال المغرب... وفي هذا الإطار، فقد تمكنت المصالح الأمنية الاسبانية وهي، الحرس المدني، والشرطة الوطنية، والجمارك البحرية الاسبانية، من إحباط عملية تهريبية كبرى قرب الجزيرة الخضراء، حيث تم حجز زورق مطاطي سريع، بعد انطلاقه من نواحي غرب طنجة، وعلى متنه طنا من المخدرات.. كما تمكنت نفس المصالح الأمنية الإسبانية، من ضبط كميات متفاوتة الوزن من المخدرات، على امتداد نهر الوادي الكبير، وهو النهر الذي يربط بين أشهر المناطق التي (يصدَّرٌ!) إليها الحشيش المغربي، بداية من برباطي الى اشبيلية. وتتميز عمليات حجز المخدرات، باعتقال أغلب المهربين الذين هم في الغالب من اسبانيا، والمغرب، والبرتغال، والبعض من المغاربة المتجنسين بالديار الاسبانية، والبلجيكية، والهولاندية، والفرنسية، ومنهم أيضا المغاربة السبتيون المتجنسون بالاسبانية. كما أن التحريات التي تقوم بها المصالح الأمنية الاسبانية، توصلت إلى اكتشاف متورطين في الجيش الاسباني، والحرس المدني، والشرطة، والمحاماة، (أشهرهم في مدريد ومالقة وماربيا)، وارتباط هؤلاء، بالبنوك، والمقاولات، وأصحاب العقارات الذين يبيضون عائدات المخدرات في مناطق معينة ومحددة بطنجة خاصة والشمال عامة.