حدثنا برزاغ بن نغناغ فقال: «كنت مارا بشمال إفريقيا، في جولة تروم تحقيق البحث والتقصي، فحللت ببلاد أهلها أهل كرم، ومن الانتخابات يعانون السأم، فرذا بي أرى في القوم مهمومون، ومن حياتهم سائمون. سألت أولهم فقال: صيفنا انتخابات قرنها اللّه بالابتهالات، في شهر رمضان شهر التوبة والحسنات، ودخول أبنائنا للتعليم بالمؤسسات، فكيف لاتريد أن يكون الهم مصيبتنا، ولو توسط الشهر الفضيل معاناتنا». وقال ثانيهم: «أتريد الحقيقة؟ نعيش عصر (برق ما تقشع) في كل لحظة ودقيقة، فلا السياسة بخير لانعدام الثقة، ولا المؤسسات أسست لنفسها اتجاها يكون فلسفة وطريقا، ولا مظاهر حياتنا اليومية استقرت على حال لأنها تاهت بين الحداثة وأسسها العتيقة. وقال ثالثهم: «شبعنا حرية حتى التخمة، ومن كثرتها تكاد تنفرط اللحمة، وكل منا يغني على ليلاه ويعتبر ذاته (شان وهمة)، واختلطت حدود الحرية بالبحث عن النعمة، وأخال ما كسبناه يتحول إلى نقمة وقال رابعهم: «مشاكلنا في فكر العطالة، وتعلمنا كيف ندفن رؤوسنا في النخالة، وزيف الصورة ومرارة الحالة». وقال خامسهم: «مكاسبنا ومشاريعنا وفيرة، لكن معاركنا في الهامش صغيرة، تشغلنا عن المتطلبات الكبيرة.. لأن في الكثير منا عدم صفاء السريرة، أو مدسوس لفرملة تطور يسرع الوثيرة». وقال سادسهم: «بلادنا كنوز وثروات، بلادنا عطاء وكفاءات، بلادنا نهر من الإمكانات، بلادنا رهان للتحديات، بلادنا ينقصها الحد من فوراق الطبقات، وإلغاء الامتيازات، وتحقيق فعلي للمساواة» .. ليكتمل في عقد بلادنا تلاحم المسارات، لتتساوى فيها الحقوق والواجبات». وقال سابعهم: «أرأيت ما يفعله كبار ناخبينا، بصناديق اقتراع تتحول ركاما في ولاياتنا وعمالاتنا، قوامها ضغط وترهيب لمن اعتقدنا أنهم حازوا ثقتنا، ومن اللّه نسأل اللطف بوضع لايريح به ابتلينا. وقال ثامنهم: «هذا حال تأهيلنا السياسي، ينذر بعواقب تزيد من المآسي، وتعيد للنفوس يأسا بعد إشراقة أمل زاغ عن المراسيم، بفعل تحول معارك القيم والمباديء لمعارك تقاذف بالكراسي وذاك ما يحس به بنوا وطني، ولست وحدي من يملأ إحساسي. أصابتني حيرة من القوم، مؤمنا أن الهضم لايكون دوما يسيرا، وأن صعوبة المخاض في أحيان كثيرة يكون عسيرا، ودعوت للقوم بالسداد في كل ما يسر، والتخفيف فيما يضر وتابعت المسير.