تم قبل ايام بالدارالبيضاء, تقديم النتائج الختامية لمشروع الوساطة الاجتماعية وتشجيع روح المبادرة لدى الشباب بالأحياء التي تستهدفها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمدينتي الدارالبيضاء وتطوان. وأوضح المشرفون على هذا المشروع من منظمة "البحث عن أرضية مشتركة" في ندوة نظمت بمشاركة ممثلي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والنسيج الجمعوي, أن المشروع مكن من تكوين 100 قائد شاب في مجالي الوساطة الاجتماعية وإنشاء المقاولات الصغرى وإحداث ثلاثة مراكز مؤقتة للوساطة بالدارالبيضاء ورابع بتطوان, إضافة إلى تشكيل أربعة خلايا للوساطة في أربع مدارس مختلفة بالدارالبيضاء. كما تم تكوين 43 شابا في مجال تكوين المكونين والقيام بحملات تحسيسية استفاد منها حوالي 10 آلاف شخص ودورات تكوينية لفائدة 43 قائد شاب حول تدبير الحالة وتكوين المكونين, وكذا تنظيم نشاطات للقروض الصغرى لفائدة 100 قائد شاب. واستفاد الوسطاء الشباب من دورات تكوينية متنوعة في مجالات التواصل غير العنيف, وتقنيات حل النزاع والتفاوض, والزعامة وتقدير الذات, وتدبير المشاريع وإنشاء المقاولات الصغرى, وتكنولوجيات المعلومات والتواصل والتخطيط الاستراتيجي والتواصل التجاري, إلى جانب النشاطات المدرة للدخل وتقنيات جمع التمويل. وبلغ عدد حالات الوساطة التي تدخل فيها هؤلاء الشباب 458 حالة بالدارالبيضاء, نجحوا في حل 91 في المائة منها, مقابل 66 حالة بتطوان (لكون مركز الوساطة لم يشرع في العمل إلا في مارس الماضي), منها51 حالة وساطة ناجحة. وتوخى هذا المشروع, الذي أعطيت انطلاقته بالدارالبيضاء في يناير2008 وبتطوان في أكتوبر2008 وامتد على مدى21 شهرا (من يناير2008 إلى شتنبر الجاري), تشجيع روح المقاولة ومهارات القيادة عند الشباب ونشر رسائل إيجابية عن التسامح والحوار والاعتدال والمصالحة ونبذ العنف وتمكين الشباب من تحقيق الاندماج الاجتماعي والمساهمة في إحداث التغيير عبر تكوينهم في مجال القيادة وإحداث المقاولة ومهارات الحياة (تدبير النزاع, الوساطة ومهارات التواصل). ويحظى هذا المشروع بدعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والوكالة الأمريكية للتعاون الدولي والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات, وكذا عدد من جمعيات المجتمع المدني بمدينتي الدارالبيضاء وتطوان. واستفادت منه ثلاثة أحياء كبرى بالدارالبيضاء هي سيدي البرنوصي ومولاي رشيد ومرس السلطان الفداء, مقابل ستة أحياء بتطوان, وذلك في إطار المبادرات الرامية إلى محاربة التهميش والفقر والهشاشة بتعاون مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. يذكر أن منظمة (البحث عن أرضية مشتركة) هي منظمة دولية غير حكومية أنشئت سنة 1982 وتهتم بمشاريع الوساطة الاجتماعية وبالبحث عن الوسائل البديلة لحل النزاعات. ومنذ سنة2001 تعمل المنظمة بالمغرب على تغيير الطريقة التي يتعامل بها الناس والمؤسسات مع النزاعات وتنمية ثقافة الوساطة بالمغرب, وذلك من خلال تعزيز قدرة الأفراد والمؤسسات على حل النزاعات من خلال مقاربة تعاونية وتنمية ثقافة الحوار عن طريق خلق تقارب بين فعاليات المجتمع المدني والسلطات العمومية ووسائل الإعلام.