على المستوى الرسمي ، ليس هناك أي قرار يهم تغيير قيادة مجوعة «أونا »، فالمسؤولون الذين حاولنا الاتصال بهم نفوا علمهم بأي إجراء أو تدبير يتعلق بإقالة أو برغبة هذا المسؤول أوذاك في المغادرة ، باعتبار أن الأوضاع عادية جدا ، خصوصا بعد النتائج الإيجابية التي حققتها المجموعة خلال المدة الأخيرة ، إلا أن الأخبار المتداولة في الكواليس تفيد عكس ذلك ، حيث يشير البعض إلى أن الرئيس المدير العام الحالي للمجموعة يوجد أمام امتحان عسير ، وأن نهايته قد اقتربت ، بل إن هناك من يتحدث عن خليفته المرتقب والذي لن يكون سوى شخصا من داخل المجموعة ، حيث يبقى اسم حسن الورياغلي في مقدمة المرشحين لقيادة واحدة من أكبر المجموعات الاقتصادية في المغرب . ويؤكد بعض المهتمين أن شروط الحديث عن تغيير جذري في تسيير المجموعة، أصبحت متوفرة إذا أن هذه الأخيرة لا تتوفر حتى الآن على رؤية استراتيجية واضحة للاسترشاد بها في السنوات القادمة ، والتمكن من مواجهة التحولات التي يعرفها الاقتصاد العالمي و تفادي الانفلاتات الاقتصادية والتصدي لمختلف المخاطر المحتملة التي قد تكون لها انعكاسات سلبية على المستويات الاجتماعية و السياسية. ويضيف هؤلاء المهتمون أنه بعد حوالي سنة ونصف على تولي معتصم بلغازي رئاسة « أونا » مجموعة أومنيوم شمال إفريقيا، بعد إقالة سعد بنديدي، ما زالت المجموعة تبحث لنفسها عن هذه الاستراتيجية ، التي بإمكانها تحقيق الحكامة الجيدة والتغلب على جميع الصعوبات ، خصوصا بالنسبة للرهان على قطاعات المستقبل، مثل الاتصالات و الطاقة والعقار، ولا يمكن أن يبلور ويسهر على تنفيذ هذه الاستراتيجية إلا شخص يتمتع بالكفاءة والخبرة اللازمتين لضمان تفوق المجموعة في الأنشطة التي تقوم بها . ويؤكد مصدر مطلع أن المجموعة غير مستعدة لتكرار سيناريوهات التجارب السابقة من قبيل الوضعية المالية المتدهورة التي وصل إليها ثالث فاعل في سوق الاتصالات بالمغرب « وانا » ، والتي كانت نتيجته إقالة سعد بن ديدي وإعداد خطة للإنقاذ من أجل مواجهة المنافسة الشرسة التي يفرضها الفاعلان الكبيران «اتصالات المغرب» و«ميد يتيل». وتفيد المعطيات المتوفرة أن المجموعة، تواصل مسلسل التطور الذي سجلته برسم سنة 2008، حيث تميزت النتائج بارتفاع في رقم المعاملات وفي الأداءات ، بالرغم من السياق الدولي المتسم بالأزمة ، وهكذا سجل ارتفاع في أنشطة عملية التوزيع الكبرى، وتحسن في الأداءات في مجال الصناعة الغذائية، وكذا تواصل الأداء الجيد لمجموعة الحليب «سنطرال ليتيير»، ونجاح مشروع اندماج 2012 لشركة «كوزيمار»، وتحسن هوامش التصفية بلوسيور- كريسطال، وإعادة إصلاح أسس شركة «بيمو»، إضافة إلى تحسين حظيرة الزبناء ل «ونا»، وارتفاع رقم معاملات المجموعة، ونتائج «التجاري وفا بنك»، وتشير التوقعات إلى أن المجموعة ستواصل النمو برسم 2009 في مهن "جي إم إس" قطاعات الأسواق الكبرى والمتوسطة والتوزيع في إفريقيا، وتحسين الإنتاجية والحصص داخل أسواق قطاع الصناعة الغذائية، وإنجاح عملية إدماج البنوك الإفريقية، التي ضمتها المجموعة أخيرا، وتحسين أدائها، ومواصلة الرفع من الأداء المالي للمجموعة. وذكر مسؤول من "أونا" أن هذه الأخيرة كانت جددت هيكلها التنظيمي، بعد مرور أشهر قليلة من تعيين معتصم بلغازي، رئيسا مديرا عاما، خلفا لسعد بنديدي. وارتكزت التركيبة الجديدة، على أربع مديريات مركزية، وثلاث لجان للتدبير.