اتضح جليا أن سلطات عمالة الفداء أصبحت عاجزة عن حل للمشاكل التي يتخبط فيها المواطنون، واتضح كذلك أن هذه العمالة بعيدة كل البعد عن اهتمامات السكان القاطنين بدرب السلطان أو الصابرين منها، فلا يمكن للمواطن المرور عبر شارع محمد السادس الا بصعوبة كبيرة بسبب الانتشار المهول للباعة المتجولين واستغلال الطوارات ووسط الشارع وأبواب المحلات التجارية بالأزقة المتفرعة عن هذا الشارع ناهيك عن الأزقة الداخلية بدرب البلدية وسوق الجميعة وشارع بن مكيلد وزنقة ايت ايفلمان واللائحة طويلة. وطبيعي أنه في وجود قطاع غير مهيكل وغير منظم تعمه الفوضى فإن النتيجة هي وجود السيبة والفوضى. فالعمالة تضع بعض أفراد القوات المساعدة لمطاردة الباعة وهؤلاء يقومون بمهمة أخرى وهي التعاون مع الباعة حول كيفية استغلال الملك العمومي لتبقى بعض المطاردات هنا وهناك أو حجز بعض السلع للتجار غير المحظوظين والذين لايتقنون فن التعامل والتفاهم. ومن جهة أخرى فإن محطات سيارات الأجرة الكبيرة تعيش فوضى لامثيل لها بسبب وجود بعض الأشخاص الذين يدعون بأنهم «كورتي» ويتعاملون مع المواطنين بلغة نابية وساقطة ويهينونهم خاصة مع اقتراب آذان المغرب وعلى الرغم من نشوب العديد من المشاجرات فإن السلطات المعنية تبقى مكتوفة الأيدي تتفرج على هذه الفوضى دون تدخل منها. أحد التجار صرح لنا بأنه يمكن تجاوز كل شيء الا اللصوص. فكلما كان هناك ازدحام وفوضى فإنها مناسبة لبعض الأفراد لممارسة لصوصيتهم بكل الطرق، والظاهرة التي تثير انتباه الناس هو أن هذه العمليات تكون من طرف النساء وبعض الشابات اللواتي يساهمن في استغلال ظروف الازدحام ويتمكن بسهولة من السرقة. وأغلبية المواطنين لايتوجهون الى الدوائر الأمنية لانهم يعرفون مسبقا النتيجة بالاضافة الى ذلك أصبح محترفو السرقة يوظفون الأطفال الصغار حتى لايثيرون الشكوك والشرطة القضائية تعرف ذلك. ان الحالة التي أصبحت تعيشها منطقة درب السلطان تتطلب من السلطات المركزية التدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان لأنه حسب تصريحات العديد من المواطنين والتجار سنعرضها فيما بعد فإنهم يعيشون أسوأ حالة وفي ظروف جد قاسية، كما أن عمالة الفداء لم تبذل أي مجهود لتحسين وضعية ساكنة درب السلطان فإلى متى تبقى الوضعية على ماهي عليه؟!...