تجليات نظام وحدة المدينة بعد انتخاب وهيكلة الجماعة الحضرية للدار البيضاء والغرف المهنية : التجارة والصناعة والخدمات، الصناعة التقليدية ، الفلاحة، الصيد البحري سيتم في 26 من الشهر الجاري انتخاب مجلس عمالة الدارالبيضاء، فيما سيتيحه لاحقا انتخاب مجلس جهة الدارالبيضاء. وإذا كانت الهيئات المذكورة تساهم قانونيا وفعليا في تسيير مدينة الدارالبيضاء، فإن ذلك يتم تحت اشراف ولاية الدارالبيضاء التي تتولى التنسيق بين أنشطة العمالات والأقاليم ومراقبة الجماعات المحلية وتتولى كذلك الاستشارة في مجال الاستثمار والمراقبة والتخطيط الحضري والتنسيق بين المصالح الخارجية للادارات. ومما لاشك فيه أن تجربة ست (6) سنوات المنصرمة من نظام وحدة المدينة ساهمت بدون شك في التعرف على العديد من السلبيات ومن أوجه النقص فيما يتعلق بالتدبير التنموي لشؤون المدينة وذلك على غرار النواقص فيما يخص المساطر والتداخلات بين المؤسسات. فالجماعة الحضرية للدار البيضاء تقوم بالاشراف على تسيير المهام غير المقسمة وكذلك مشاريع التجهيز ل 16مقاطعة التي تتكون منها، كما تقوم بتقديم جميع الخدمات الادارية الضرورية، والتكفل بالتسيير الحضري والتهيئة الحضرية من بنيات تحتية وخدمات وغير ذلك. 110 مستشار أما جهة الدارالبيضاء فيتكون مجلسها من ممثلين منتخبين عن الجماعات المحلية والغرف المهنية وممثلي المأجورين والذين يصل عددهم الى 110مستشار، ويضم المجلس ايضا اعضاء عن غرفتي البرلمان ورؤساء مجالس العمالات والأقاليم المتواجدين بدائرة نفوذ الجهة. وجهة الدارالبيضاء هي واحدة من الجهات 16 للمملكة وتتجلى مهمتها في المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لنفوذها الترابي الجهوي. أما فيما يخص مجلس عمالة الدارالبيضاء فهو يتكون من المنتخبين في حضيرته من طرف أعضاء مجالس الجماعات المنتمين الى النفوذ الترابي للمجلس وممثلي الغرف المهنية المنتخبين من طرف غرفة التجارة والصناعة والخدمات، الغرفة الفلاحية، غرفة الصناعة التقليدية وغرفة الصيد البحري ويساهم مجلس العمالة الذي يتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي في: تحديد والتصويت على برامج التجهيز والتنمية وانعاش الاستثمار والتشغيل كما يساهم في التقرير في انشاء وتسيير الخدمات العمومية الجماعية المختلفة، ويسهر الوالي على تنفيذ مداولات مجلس العمالة. جعل الدارالبيضاء قطب قادر عى المنافسة وإذا كانت عدة مشاريع كبرى قد تم إطلاقها بمدينة الدارالبيضاء ومن ضمنها مخطط التنمية الحضرية (2007 2010) ضمن الولاية الانتخابية السابقة، وعرفت بعضها تعثرات فيما عرفت أخرى وتيرة طبيعية، فإن الولاية الحالية 2009 2015 ينتظر منها تفعيل تلك المخططات والمشاريع بهدف جعل العاصمة الاقتصادية للمملكة قطبا قادرا على المنافسة لاستقطاب الاستثمار العالمي وتظل أهم التعثرات متعلقة بمخطط التنمية الحضرية فيما يخص المحاور الثلاث: السير والتنقل والتجهيزات الثقافية والرياضية والمساحات الخضراء 300 مساحة خضراء إضافية فبرنامج إعادة تهيئة الشوارع وإحداث محاور طرقية إضافية وبناء أنفاق جديدة وإعادة تصميم ملتقيات الطرق وإحداث ممرات خاصة بالحافلات في شوارع الجيش الملكي ومحمد الخامس و2 مارس ومحطات إيقاف السيارات كل ذلك يعرف تعثرا ملحوظا ونفس الشيء ينطبق على تعثر الآليات المعتمدة من أجل الوصول إلى إنشاء 14 مركبا رياضيا و20 مكتبة و6 مركبات ثقافية. والأمر كذلك ينطبق على المساحات الخضراء. فبرنامج الدارالبيضاء 2010 كان يتوقع خلق 300 مساحة خضراء إضافية، وإعادة هيكلة الرصيد العمراني في المدينة القديمة وفي مركز المدينة الغني بالعمارات وغير ذلك. أما فيما يتعلق بالمشاريع الكبرى للدار البيضاء، فهناك من يعرف تقدما مثل لامارينا الدارالبيضاء الذي يشرف عليه صندوق الإيداع والتدبير من خلال الشركة التابعة له (المنار) وذلك ضمن مشروع إعادة تهيئة كورنيش الدارالبيضاء 10 كلم على الشاطئ لمساحة 500 هكتار. فيما تعرف المشاريع الأخرى تباينا على مستوى الوتيرة. المدينةالجديدة لآنفا على مساحة 350 هكتار مشاريع سكنية وتجهيزات سياحية، فالوكالة التي أنشئت لهذا الغرض تواجه صعوبات ذاتية وموضوعية تحتاج إلى مواكبة. إعادة تهيئة حديقة سندباد وهناك تساؤلات حول قصر المؤتمرات ومنتزه الألعاب والترفيه الحسن الثاني من الحجم الدولي بمقالع لافارج بمقاطعة سيدي مومن على مساحة 100 هكتار وكذا مشروع جويالاند وهو مشروع من الحجم المتوسط للتنزه والترفيه على مساحة 6 هكتارات بحي بوسيت بمقاطعة عين السبع، إضافة إلى مشروع تحويل المجازر البلدية السابقة إلى فضاء للتكوين في مجال التقنيات الحديثة للإعلان، وإعادة تهيئة حديقة سندباد. لكن أهم التعثرات تظل قائمة فيما يخص المدينةالجديدة للنواصر والمدينةالجديدة لزناتة والمركب السياحي لبوسكورة. ومن جهة أخرى يظل المشروع المتعلق بمخرج الميناء (باب 3) وهو المخرج الذي تخرج منه مئات الشاحنات المحملة بالمواد المستوردة من خلال البواخر وميناء الدارالبيضاء متعثرا هو الآخر، وهو الأمر الذي يرتبط بإشكالية وظيفة الميناء. تجنب إهدار الوقت إن وظيفة ولاية الدارالبيضاء ضمن المؤسسات المنتخبة المسيرة لمدينة الدارالبيضاء هي وظيفة محورية في ضمان استمرارية المرفق العمومي من أجل إنجاز المخططات وتقييمها وتحيينها وضمان التنسيق بين مختلف الفاعلين والمتدخلين بشكل تستطيع معه المدينة تجنب إهدار الوقت والطاقات والإمكانيات فيما يخص تمكين الجهة من بنية تحتية ضرورية وحل معضلات التنقل وإنعاش محاربة السكن الصفيحي والسكن الاجتماعي وإنجاز مخطط التنمية الحضري بشكل عام والذي يظل يشكل باستمرار تحديا يجب رفعه بالنسبة لمختلف الهيئات المسيرة لمدينة الدارالبيضاء وذلك في إطار تفعيل الجهوية الموسعة التي نادى بها جلالة الملك محمد السادس في خطاب عيد العرش الأخير.