بذلت وكالة التخفيض من الكثافة وإنقاذ مدينة فاس منذ إحداثها قبل عشرين سنة جهودا كبيرة للحفاظ على هوية نسيج المدينة العتيقة للعاصمة الروحية . فقد نجحت الوكالة التي تأسست على إثر تصنيف المدينة العتيقة لفاس كتراث عالمي سنة1981 من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) في مهمة الحفاظ على المدينة العتيقة بشكل مكن من تسجيل تقدم, ترجع جذوره إلى الافتخار بموروث تم تأهيله. وتتمثل مهمة الوكالة في الحفاظ على هذا التراث مع الإسهام في تنميته الاجتماعية والاقتصادية باعتباره وحدة حضرية تتسم بالدينامية والنشاط. وهكذا انخرطت السلطات العمومية في هذه المهمة النبيلة ووضعت استراتيجية عمل تشاركية لبلورة مشاريع تنموية بهذه المدينة. كما تضطلع الوكالة بمشروع القضاء على المساكن المهددة بالانهيار التي تعد إشكالية كبرى بالمدينة العتيقة, وذلك بتشاور مع السلطات المحلية والهيئات المنتخبة وبدعم مالي من هيئات ومؤسسات دولية ووطنية. ومن بين الأوراش الكبرى في هذه الحاضرة الإدريسية هناك مشروع تهيئة موقع»»الماكينة» الذي سيتم تمويله بواسطة هبة من مؤسسة تحدي الألفية بتنسيق مع وكالة الشراكة من أجل التقدم. وقد أولت الهيئات الوطنية اهتماما بإعادة تأهيل نسيج المدينة العتيقة لتصبح بذلك ورشا مفتوحا من أجل ترميم وإعادة تأهيل هذه المآثر والمواقع التاريخية. ففي فاس لدى الفاعلين الرئيسيين في مجال الحفاظ على المدينة قناعة تامة بأهمية تجمع الشركاء ليس فقط من أجل التفكير الجماعي ولكن أيضا لإضفاء مزيد من الوزن والتأثير للدعوة من أجل المحافظة على التراث. وأبرز المدير العام لوكالة التخفيض من الكثافة وإنقاذ مدينة فاس فؤاد السرغينيي بمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين لإحداث الوكالة الدعم التقني والمالي الكبير الذي تقدمه الحكومة وسلطات الولاية والهيئات المنتخبة والممولون الدوليون من أجل الحفاظ على المدينة العتيقة. وبعد أن أشار إلى أن العمل متواصل من خلال تعاون مركزي ومحلي لتعبئة تمويلات وطنية مهمة ذكر بأنه تم توفير مبلغ بقيمة تناهز800 مليون درهم في السابق خصص نصفه للبنية التحتية مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بالجانب الخفي من العمل الذي يكشف عن دينامية هامة تحظى بالدعم من قبل السلطات العمومية عبر برامج حكومية, وخاصة في مجالات السكن والسياحة. وذكر بأن المدينة العتيقة تطلبت تعبئة شبه شاملة على الصعيدين الوطني والدولي لكي تصبح خلال هذه السنوات مسرحا لأعمال متعددة الأوجه ومرصدا حيا لدراسات الجدوى في مسعى لمحاربة تنامي تراجع مستوى عيش السكان وتدهور بنايات المدينة. ومن بين الأوراش الكبرى التي ينتظر أن تشرف عليها وكالة التخفيض من الكثافة وإنقاذ مدينة فاس هناك على الخصوص المشروع النموذجي «»الصناعة التقليدية والمدينة العتيقة لفاس»» الذي خصص له غلاف مالي قدره111 مليون و170 ألف دولار أمريكي من بينها9 ر63 مليونا مخصصة لتمويل العمليات التي تهم المدينة العتيقة لفاس والمتعلقة بتصور وتجديد وإعادة بناء العديد من المواقع التاريخية لمدينة فاس. وسيتم تمويل هذا المشروع الطموح, الذي تتولى تنفيذه وكالة الشراكة من أجل التقدم, بواسطة هبة من مؤسسة تحدي الألفية. وهناك مشاريع أخرى سيتم إنجازها من ضمنها تهيئة ساحة لالة يادونة (2011 - 2013 ) ممولة بواسطة هبة من مؤسسة تحدي الألفية بغلاف مالي يصل الى145 مليون درهم, ومشروع تهيئة الفنادق القديمة (2010 -2012 ) الذي سيمول أيضا من طرف مؤسسة تحدي الألفية بغلاف مالي قدره84 ر59 مليون درهم .