تُوجت المهندسة المعمارية المغربية المنحدرة من مدينة فاس، عزيزة شاوني خلال مراسم حفل توزيع الجوائز الذي احتضنته القاعة الكبرى للبطحاء بفاس نهاية الاسبوع المنصرم برئاسة المديرة العامة ل"الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة" السيدة جوليا مارطون لوفيفر صحبة عدد من المهندسين المعماريين الدوليين و رجالات الاقتصاد و الاستثمار و الدراسات السوسيولوجية، بالجائزة الذهبية الدولية لمنافسة« global holcim awards » برسم سنة 2009 ، و المنظمة من قبل "مؤسسة هولسيم" الكائن مقرها بسويسرا ، و ذلك بعد إشراف المهندسة المغربية شاوني و المهندسة اليابانية تاكاكو تاجيما على مشروع مخطط التنمية الحضرية لمدينة فاس العتيقة و معالجة واد الجواهر الذي يخترق المدينة القديمة و المقدم من طرف فريق عمل يضم مهندسين معماريين و خبراء في القطاع الصناعي و الاقتصادي و الدراسات التقنية من جنسيات متعددة على رأسها المغرب، كندا، هولندا و الولاياتالمتحدةالأمريكية.حيث فاز هذا المشروع بالمرتبة الأولى من بين حوالي 5000 مشروع كان قد تقدم بها مرشحون ينتمون إلى 121 بلدا على الصعيد العالمي. هذا و قد خصت المهندسة المغربية عزيزة شاوني جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بتصريح أكدت فيه أن المشروع هو عبارة عن مخطط شامل و طويل الأمد يهدف إلى إعادة الاعتبار لمدينة فاس القديمة عبر إدماج نهر واد "سيد العواد" المسمى حديثا بواد "الجواهر" بكل أبعاده الاقتصادية و الاجتماعية و الايكولوجية في البنيات التحتية للمدينة العتيقة بعد تنقيته من جريان المياه العادمة و من كل مظاهر التلوث البشعة التي يعانيها و من ثم الرقي بالنسيج العتيق لفاسالمدينة من مجرد موضوع متحفي إلى محيط حضري يلامس المقاربة التجديدية في ملاءمة معمار المدينة القديمة و إحياء الأماكن العامة و صناعة الدباغة التقليدية و خلق فضاءات سياحية جديدة تشتغل بما هو موجود و تستعمله كأرضية لإعادة التأهيل و الانفتاح على الامكانات المستقبلية. من جهته قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة "هولسيم" السويسرية، ماركوس اكيرمان إن المنافسة ما بين الفعاليات الدولية في مجال تطوير الحلول لمواجهة تحديات البناءات الهشة و استبدالها بالبناءات المتينة، يعود إليها الفضل في إخراج مشروع مخطط التنمية الحضرية لمدينة فاس العتيقة و المقدم من طرف فريق المهندسة المغربية عزيزة شاوني، الذي أبدع في تطوير المقاربات التدرجية لتصورات البناء المتين وفق مفاهيم التخطيط الحضري و التي من المنتظر أن يتم تطبيقها بالفضاءات المتعددة للمدينة العتيقة بفاس. بقي أن نشير إلى أن القيمة المالية للجائزة الذهبية التي فاز بها فريق المهندسة المغربية عزيزة شاوني و المقدر ب300 ألف دولار أمريكي،قد تبرع به الفريق الذي يضم أجانب، لفائدة مخطط التنمية الحضرية الذي هندسوه لفائدة فاس البالي و كلهم أمل في أن تنخرط الجهات المغربية المعنية في تمويل المشروع الذي يتوخى رد الاعتبار لفضاءات النسيج العتيق بالمدينة القديمة و الذي امتدت إليه يد «الموت»، حيث أشارت مصادر مطلعة من فاس إلى أن أزيد من 1000 بناية تقطنها 4 آلاف أسرة بالمدينة القديمة صنفت ضمن خانة الدور الآيلة للسقوط و أن الانهيار يهدد ثلث النسيج العمراني بالمدينة العتيقة، الشيء الذي عجل بإعلان فشل وكالة التخفيض من الكثافة السكانية و إنقاذ مدينة فاس بقطبها بولاية فاس و الجماعة الحضرية للمدينة فشلا ذريعا في وشمها للبنايات العتيقة الآيلة للسقوط بالألواح و الأعمدة الخشبية الداعمة لعوارض السقف و التي صرفت عليها الملايير بدون جدوى بعد أن تحولت الأعمدة الخشبية إلى أعجاز نخل خاوية تحتاج هي الأخرى إلى من يسندها، الشيء الذي أضر و يضر بالقيمة الحضارية و التاريخية للأنسجة العتيقة بفاس، التي أصبح ينظر إليها بكونها «قنابل موقوتة» قد تحصد في أية لحظة حياة الآلاف من المواطنين المعلقين بين جدران الموت،بعدما كانت في سابق عهدها توصف تراثا ثمينا له دوره الحاسم في تنمية المدينة و تنويع منتوجها الثقافي و السياحي. لتظل مسألة تدبير النسيج العريق لمدينة فاس إحدى الإشكالات التي يتلاحم حاضرها بماض لم يمض،بل لا يرغب في المضي و هو ما يطرح بإلحاح السؤال حول واقع المدينة القديمة المرتبط بأزمة تدبير أم أزمة قرار حتى تتحقق عملية إنقاذ حقيقي لمعالم فاس التي نفخر بها جميعا!؟