ضاعف المجتمع الدولي وخاصة الافريقي الإشارات الإيجابية المؤيدة لمخطط الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية المقترح من قبل المغرب ; وهي شهادات تكشف عن دعم متنام لحل سياسي متوافق عليه يمنح الأمل في الدفع قدما بملف الصحراء، والحفاظ على السلم بالمنطقة . وهكذا جددت دولة بنين أول أمس بالرباط دعمها «الثابت» لموقف المغرب في ما يتعلق بقضية الصحراء. وقال وزير الشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والفرنكوفونية والجالية البينينية بالخارج السيد جون ماري إيهوزو في تصريح للصحافة عقب مباحثاته مع السيد الطيب الفاسي وزير الشؤون الخارجية والتعاون « إن "موقف بنين جد واضح، بنين لا تعترف بالجمهورية المزعومة». وأكد السيد إيهوزو من جهة أخرى على علاقات التعاون الممتازة التي تجمع البلدين مبرزا أنه بحث مع السيد الفاسي الفهري سبل تطويرها. وأعرب عن أمله في أن يشمل التعاون بين الجانبين جميع المجالات من أجل تجاوز انعكاسات الأزمة المالية والاقتصادية الدولية سويا. و علم يوم الاثنين بنيويورك لدى متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أن وفودا عن أطراف النزاع حول الصحراء والبلدان المجاورة «الجزائر وموريتانيا» ستعقد لقاءات غير رسمية يومي 10 و11 غشت الجاري بالنمسا. وأوضح هذا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه «بدعوة من المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء السيد كريستوفر روس وبدعم كامل من مجلس الأمن وباستضافة كريمة من جمهورية النمسا ستعقد أطراف النزاع حول الصحراء وكذا البلدان المجاورة في النمسا يومين من الاجتماعات غير الرسمية يومي 10 و11 غشت». وأضاف المصدر ذاته أن هذه الاجتماعات تتوخى «إعطاء دينامية جديدة لمسلسل المفاوضات الذي كان قد دعا إليه مجلس الأمن واستكشاف مجالات محتملة ذات الاهتمام المشترك والتحضير لجولة خامسة من المفاوضات الرسمية بهدف التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم يحظى بقبول الأطراف». وأضاف المتحدث باسم الأمين العام أن «السيد روس اعتبر أن النتائج المتواضعة التي تمخضت عن الجولات الأربع من مفاوضات مانهاست تفرض إجراء جولة خامسة يتم الإعداد لها بشكل جيد» مشيرا إلى أنه « سيتم التقليص من الوفود والتي ستضم شخصيات رسمية من مستوى عال ». وكعادتهم يهدد الانفصاليون بالتصعيد و نسف الجهود الأممية لتسوية ملف النزاع إذ يدعون بهتانا أن المغرب يقوض الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي «كريستوفر روس» ويسد الطريق أمام أي حل للنزاع القائم ، ويدعون أن الخطاب الملكي الأخير لجلالة الملك بمناسبة الذكرى العاشرة للعرش المجيد يحمل في طياته بذور زعزعة الاستقرار في المنطقة ويعيق الجهود الرامية إلى بناء المغرب العربي ، و الحال أن جلالة الملك عبر مجددا عن مواصلة المغرب لجهوده الدؤوبة و تعاونه الداعم للمساعي الأممية البناءة للوصول إلى حل سياسي توافقي و نهائي للخلاف الإقليمي حول مغربية الصحراء . وكان مجلس الأمن قد تبنى في قراره الأخير حول الصحراء في أبريل الماضي اقتراح السيد روس من أجل تنظيم محادثات « غير رسمية ومصغرة » في أفق عقد جولة خامسة من المفاوضات . كما طلب الأعضاء الخمسة عشر من « الأطراف مواصلة المفاوضات تحت إشراف الأمين العام للأمم المتحدة دون شروط مسبقة وبحسن نية, مع الأخذ بعين الاعتبار الجهود التي تم تحقيقها منذ سنة 2006 والمستجدات التي حدثت منذ ذلك الحين من أجل التوصل إلى حل سياسي وعادل ودائم يحظى بقبول الجميع». وكانت وفود تمثل كلا من المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا قد شاركت منذ يونيو2007 بمانهاست في أربع جولات من المفاوضات وهو مسلسل تم إطلاقه بفضل مبادرة الحكم الذاتي لجهة الصحراء التي تقدم بها المغرب. وقد أشاد مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي برمته بهذه المبادرة التي تعتبر ثمرة مجهود جدي وذي مصداقية من أجل وضع حد للنزاع الإقليمي حول الصحراء.