عاد شبح الندرة ليخيم على المراكز الجهوية لتحاقن الدم، حيث فاقمت العطلة الصيفية ضعف مخزون أكياس الدم مما يعرض حياة المرضى للخطر، وتفيد مصادر طبية، أن المراكز الجهوية لتحاقن الدم تواجه صعوبات متباينة، خلال شهر غشت الجاري، لتأمين كميات كافية من هذه المادة الحيوية لفائدة مرضى المستشفيات العمومية والمصحات الخاصة.
وتجد الوضعية المتفاقمة حاليا تفسيرها حسب مختصين، في تعاقب مناسبات مختلفة انشغل خلالها المتبرعون المنتظمون والمتطوعون بأيام عيد الأضحى وعطلة الصيف وعطل الأعياد الوطنية، إذ تراجعت خلال هذه الفترة أعداد الأكياس المتبرع بها من الدم، مقابل استمرار حالات تسجيل تعرض مواطنين لحوادث مرضية تستوجب تدخلا علاجيا يرتكز على الحقن بالدم.
التبرع بالدم واجب وطني
في المقابل، يحاول المركز الوطني لتحاقن الدم ومراكزه الجهوية عبر التراب الوطني، التصدي لهذه الندرة من خلال التعبئة والدعوة العمومية للتبرع بالدم، سواء بواسطة شراكات مع جهات مختلفة، منها مؤسسة محمد السادس للقيمين الدينيين، وجمعيات الأحياء، وأخرى همت مشجعي الفرق الرياضية، مثل حملة التبرع بالدم مع «الإلتراس» في ملعب الوداد البيضاوي لكرة السلة بالدار البيضاء، التي نظمت الأحد الأخير بتنسيق مع المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء.
ووصفت عمليات التبرع بالدم، بعبارات جديدة منها حملة «التصدق بالدم»، و«الكرم والصدقة»، و»التبرع من قيم المسؤولية والمواطنة الذي ينقذ حياة مواطنين مرضى»، كما وظفت الحملات صورا وشعارات حماسية للتبرع بالدم تضامنا مع المرضى، منها عبارات «فلنتقاسم أفراحنا مع المرضى بتقاسمنا الدم ولنجعل التبرع بالدم واجبا إنسانيا». كما ذكرت حملات أخرى للتبرع بالدم للمرضى الأطفال، سيما مرضى السرطان والتلاسيميا، من خلال رفع شعارات مثل» كل الأطفال يسعدون بقدوم العطلة والعيد… لا تنسوا مرضى التلاسيميا! أسعدوهم بتبرعكم لهم بالدم إنهم يستنجدون».
التبرع بالدم ينقذ حياة
ووظفت حملات التبرع وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بفضاءات التبرع وجدولها الزمني، كما فتحت قوافل التبرع بالدم أبوابها في وجه المتبرعين المحتملين إلى أوقات وصلت إلى منتصف الليل في عدد من المدن، أخذا بعين الاعتبار تنزه عدد واسع من المواطنين إلى أوقات متأخرة من الليل خلال موسم الحرارة والصيف.
وتحتاج مراكز تحاقن الدم إلى عملية تبرع منتظمة على مدار السنة، بالنظر لخصوصية شروط تخزين الدم، حيث لا تتحمل مادته الحيوية التخزين مدة طويلة، ومنها الأمصال التي لا تتعدى مدة تخزينها 42 يوما بالنسبة إلى الكريات الحمراء، و 5 بالنسبة إلى الصفائح الدموية.