«كارثة عظمى ألمت بفلاحتنا التي نقتات منها سنويا وتحملنا من أجلها قروضا هامة، لم نعد نمتلك شيئا الآن، ولا ندري كيف سنتعامل مع الديون المتراكمة وتبعاتها، لا حول ولا قوة إلا بالله.. هذا قدر الله...» تلك عبارات ترددت، أكثر من مرة، بنبرة آسى وحزن وقلق من طرف أغلب المتضررين من الحريق المهول الذي شب عشية الجمعة الماضية بالضيعات الفلاحية للدوالي، لحوالي 30 أسرة، بمنطقة الأوداية على بعد 22 كلم من مراكش. ألسنة النيران القوية أتت على 30 هكتاراً من شجر الدوالي كان محصولها خلال هذا الموسم قياسيا بلغ 3 آلاف طن من فاكهة عنب المائدة. المعلومات الأولية بخصوص حجم الخسائر تتحدث عن مليون درهم في الوقت الذي لم يكشف بعد عن الأسباب الحقيقية للحريق رغم ورود معلومات غير مؤكدة تشير إلى ضلوع مختل عقلي في ذلك. الحريق الذي انتشرت نيرانه بسرعة قياسية لتلتهم الآلاف من الدوالي بسبب موجة الحرارة المرتفعة المسجلة خلال هذا اليوم ورياح الشرقي التي زادت من حدة انتشاره، شكل حالة مستعصية أمام المجهودات المشتركة لرجال المطافىء والسكان الذين دعموهم مستعينين بمضخات الأسمدة التي ملأوها بالماء. ومما زاد من صعوبة السيطرة على الحريق غياب الفوهات المائية التي تزود آليات الإطفاء بالماء الشيء الذي أربك مجهودات عناصر الوقاية المدنية التي وجدت في وضعية لا تحسد عليها أمام كارثة كبيرة لم يتم التغلب عليها وإخمادها إلا بعد ساعتين ونصف. مصادر من ساكنة المنطقة أكدت أن الكارثة كانت ستكون بحجم أكبر بفعل امتداد ألسنة اللهب إلى منطقة محاذية لمحطة للوقود حيث بادر بعض السكان إلى استعمال آلة للحفر (غْرُوة) لشق نفق يحول دون النيران إلى المحطة المذكورة. وإذا كانت هذه السنة الفلاحية بمنطقة الأوداية كانت ستتميز بإنتاجية قياسية فإن الحريق حول حلم الفلاحين في عائدات هامة إلى سراب حقيقي. ومعلوم أن مراكش عرفت خلال الأسبوع الماضي نشوب عدد من الحرائق حيث مست ورشا للبناء قرب عرصة مولاي عبد السلام ثم بغرفتين لفندق رياض موغادور، وحريق آخر بأحد المعامل بالحي الصناعي توفي على إثره أحد العمال.