العقل المغربي في الدارالبيضاء يفتح الطفل عينيه على بيت تؤثثه خزانة تصطف بداخلها «أواني الطاووس وسراسيب القهوة وجبابين الحريرة والكؤوس والسكاكين والعواشق... وعلى الجدران معلقة «خمس وخميس» خوفا من العين والحسد. والطفل في الدارالبيضاء يفتح سمعه على شجار وصراخ الجيران وعلى الكلمات الفاحشة فالطفل بلا في الدارالبيضاء لا يرى في البيت مكتبة ولا لوحة فنية ولا آلة موسيقية ولا مزهريات وهكذا يكبر هذا الطفل «ملهوطا» على الأكل... خائفا من الناس مستعدا للعراك... بلا موهبة ولا ابداع. ورغم كل هذا يعيش هذا الطفل بلا أوهام ولا خيال... وغالبا ما يتوجه إلى التعليم العلمي والتقني.. وينجح في دراسته وحياته.. وربما هذا هو السر في أن الحاصلين على البكالوريا في المواد العلمية يفوق عدد الحاصلين عليها في المواد الأدبية الأسلاك الشائكة والمقصود بالأسلاك هذه الأسواق التي أصبحت أسلاكا شائكة تطوق أحياء ودروب وشوارع مدينة الدارالبيضاء. ولا اعتراض على هذه الأسواق التي تعتبر من فرص الشغل للعديد من الرجال والنساء والشبان ولكن الاعتراض على أن تصبح هذه الأسواق بؤرا للعفن والمسخ والرذيلة.. فلم تعد هذه الأسواق مجالا لبيع الخضر والفواكه والملابس والأواني المنزلية.. فقد أصبح بعض الباعة يروجون المخدرات والأقراص المهيجة والحشيش بالإضافة إلى إحياء سهرات ماجنة على ايقاع الموسيقى الصاخبة والصراخ بالكلمات النابية... كما أن بعض اللصوص اتخذوا من هذه الفضاءات التجارية مواقع استراتيجية للنشل وسرقة المتسوقين ومع تفاقم وتفاحش هذه الظاهرة التي شوهت جمالية العاصمة الاقتصادية ونغصت على الساكنة حياتهم أصبح البيضاويون يعبرون عن سخطهم وتذمرهم من خلال عرائض يبعثون بها إلى المسؤولين. فحذار من غضبة الصابرين فهناك نية عند كثير من السكان للهجوم على هذه الأسواق وإزالتها من أحيائهم. احتيال سائقي «الطاكسيات» نظرا للاقبال الذي عرفه شاطئ عين الذئاب بسبب موجة الحرارة.. ونظرا للاقبال الذي عرفه مهرجان الدارالبيضاء للموسيقى شهد شارع باريس وعلى امتداد شارع للا ياقوت جموعا غفيرة من المواطنين القاطنين بعمالة ابن مسيك في انتظار وسائل النقل للعودة إلى بيوتهم وقد استغل بعض سائقي «الطاكسيات» الكبيرة هذه الفرصة للزيادة في مدخولهم اليومي.. فكانوا يوهمون الناس أن وجهتهم «كراج علال» فقط فيضطر الناس لركوب الطاكسي للابتعاد عن الزحام .. ومنهم من يفكر بعدكراج علال في متابعة السير على قدميه.. وبمجرد الوصول إلى كراج علال.. يقترح صاحب «الطاكسي» على الركاب أن يوصلهم إلى قرية الجماعة وطبعا فإنهم يوافقون على اقتراحه وسيكون هو الرابح.. لأن الراكب بعد أن أعطاه «4» دراهم لكراج علال... سيزيده «4» دراهم للوصول إلى قرية الجماعة وبما أن التسعرة القانونية مابين قرية الجماعة ووسط المدينة هي «6» دراهم... فسيؤدي الراكب «8» دراهم.. وعندما نبهته إلى أن هذا التصرف هو نوع من الاحتيال أجابني بكل لجاجة.. «انه شطارة تجارية» وسكت، لأنني أعرف أن الحوار مع بعض سائقي «الطاكسي» لا فائدة فيه ولكن عندما نزلت من «الطاكسي» ونزلت سيدة كانت بجواري وانطلق الطاكسي سمعتها تدعو عليه «سير الله يعطيك شي كسيدة». بلا تعليق منعش عقاري متهم بالنصب وموثق ومحلف لدى المحاكم متهم بالاحتيال، وحارس خاص وحارس ليلي يساهمان في السطو على 35 مليون من أحد زبناء بنك.. صحيح «حاميها حراميها». أصبح العمال المياومون وخاصة في مجال البناء عرضة للموت فقد طمرت الأتربة عاملا كان يقوم بحفر أحد الآبار بمنطقة عين الذئاب كما سقط صباغ من الطابق السادس بحي باشكو وفي مدينة القنيطرة مات عامل بعد سقوطه من عمارة في طور البناء. احتفلت لندن بالذكرى السنوية «150» قرن ونصف على قرع جرس ساعة «بيغ بن» وفي الدارالبيضاء توجد ساعة يسميها البيضاويون بساعة العمالة.. ولكنها خرساء لا ترن رغم مرور ما يقرب من قرن على وضعها. مايزال مسلسل الانتحارات مستمرا. فخلال أسبوع انتحر فرنسي بالدارالبيضاء وصاحب شركة ومواطن بإحدى الدواوير بتيط مليل ونزيل في فندق بزنقة خريبكة وشاب بالحي المحمدي.