عرفت مدينة الدارالبيضاء في الآونة الأخيرة استفحال ظاهرة اللصوصية خاصة داخل النقط الحيوية التي تعرف رواجا وكثافة سكانية، ويُعد درب السلطان أشهر هذه النقط وبالتحديد «درب الكبير»، حي تكثر فيه عمليات السرقة ويشهد آفات وجرائم خطيرة، وممارسو عمليات السرقة معظمهم شباب، شباب يقفون في مختلف أطراف «درب الكبير» أو يتجهون إلى مكان غير بعيد عنه هو شارع محمد السادس، يستعين كل واحد منهم بدراجة نارية مجهزة بأحدث الوسائل من نوع «بوجو 103» والتي يتمكنون بواسطتها من تنفيذ عملياتهم الإجرامية بسرعة البرق، وأغلب ضحاياهم سائقي السيارات، طريقة حديثة وغريبة في السرقة وهي إمساك الضحية ب«لقَّاط» وتهديده بقطع أذنه إذا لم يسلم كل ما بحوزته، والوقت المتوفر للضحية للتسليم هي الثواني الفاصلة بين الضوء الأحمر والضوء الأخضر، والغريب في الأمر أن مجمل عمليات السرقة تتم في واضحة النهار دون خوف السارق من هاجس الملاحقة والتدخل من طرف رجال الأمن، لصوص الحي السالف الذكر هم لصوص الألفية الثالثة لكل منهم لقب، لا يخجلون كونهم يعيشون من السرقة، أصبحت بين عدد كبير من الشباب بخصوص العاطل منهم، والذين وجدوا ضالتهم في السرقة، فقد أضحت هي الحل الوحيد لآفة البطالة. «درب الكبير» حي لا يخلو من الآفات الخطيرة والمتنوعة، فهو حي معروف في مجال الاتجار في المخدرات والإدمان، ويعتبر الوجهة المفضلة لمتعاطي المخدرات خصوصا (الحشيش) والملفت للانتباه أن النساء بتاجرن في هذه المواد، وعلى كل زبون رغب في ابتياع نوع من المخدر الاتجاه صوب «زنقة» ما متواجدة بنفس الحي ومشهورة بتوفرها على أنواع عديدة من المخدرات. ويرجع سبب تفشي هذه الجرائم وانتشارها إلى البطالة والانحراف والتفكك الأسري وعدم تحمل الآباء المسؤولية في الرعاية والتربية، وأيضا وجود عقوبات بسيطة لا تردع المجرم. ويبقى على السلطات الأمنية إيجاد الحلول الملائمة وردع مروجي المخدرات واللصوص الذين يعترضون سبيل المارة ليكونوا عبرة لأمثالهم.