تقرير أوربي يكشف تحويل الجيش الجزائري جزء من صفقات تسليحه إلى ميليشيات الرابوني * العلم/ رشيد زمهوط حذرت مجموعة بحث أوربية من مخاطر و عواقب تسريب التكنولوجيا أو المعدات العسكرية المسلمة للجزائر في إطار رخص تصدير صادرة عن دول المجموعة الاوربية , الى جبهة البوليساريو الانفصالية بتندوف . وأكد تقرير حديث نشرته مجموعة البحوث والمعلومات للسلام والأمن التابعة لمركز "غريب " الذي يتخذ من العاصمة البلجيكية بروكسيل مقرا له بموقعها الرسمي على الشبكة العنكبوتية , أن أسلحة بيعت في الاصل لفائدة الجيش النظامي الجزائري و بعضها مصنع في دول أوربية قد وجد طريقه خارج الاعراف و القوانين الدولية الى مخيمات تندوف حيث تحتفظ الجبهة الانفصالية على مخزون من الترسانة العسكرية جلها من صنع روسي و البقية من مصدر فرنسي ، أمريكي ، جنوب افريقي بريطاني , نمساوي وحتى من الصين و المانيا . تقرير المركز الأوروبي المتخصص في قضايا السلم والتسلح و استنادا الى معطيات استقاها من مراكز ومؤسسات أوربية مختصة كشف أن جزءا من سلاح الجزائر التي خصصت السنة الماضية 8,6 مليار أورو من ميزانيتها للتسليح و حصلت لوحدها خلال الخمس سنوات الاخيرة على أزيد من نصف حصة القارة الافريقية كاملة من صفقات التسليح المبرمة مع الاسواق العالمية . و في تصنيفه لنوعية العتاد العسكري الذي حولته الجزائر الى ميليشيات الجبهة الانفصالية , أبرز تقرير المركز الاوربي إلا أنه يتجلى في عدة وحدات مدرعة ، تتكون من الدبابات السوفيتية (T55- ) وT-62) ) ومركبات أخرى بالاضافة الى سيارات مدرعة أكثر حداثة مثل (EE-9، BRDM-2) ، ومركبات قتال لسلاح المشاة. ذات المصدر أبرز أن البوليساريو تسلمت من الجزائر خارج الاعراف الدولية المتعارف عليها راجمات صواريخ متعددة BM-21 و صواريخ مضادة للطائرات SA-6 و SA-7 من طراز غرايل الروسية التصنيع . وتحول محيط مخيمات تندوف والصحراء الجزائرية الى منطقة انتشار و تداول مختلف أصناف الاسلحة ضمن نشاط متصاعد بشكل مقلق منذ بداية العشرية يرجح وفق التقارير الاستخباراتية الغربية أن لقيادات نافذة بجبهة الرابوني صلة بالخلايا الارهابية المتاجرة في السلاح والمتحركة بمنطقة الساحل الافريقي من شمال مالي الى حدود ليبيا . وزادت حالة الفوضى الأمنية والسياسية التي تلت سقوط نظام القذافي من نجاح شبكات التهريب وتجار السلاح في نقل كميات كبيرة منها إلى شمال مالي وشمال النيجر ودول غرب أفريقيا كما كشفت وزارة الدفاع الجزائرية قبل سنة عن ضبط مخبئ مهم للأسلحة بضاحية تندوف . و قبل أربع سنوات أحبط الجيش الجزائري محاولة تهريب كمية كبيرة من السلاح (شحنة رشاشات كلاشنيكوف، وكمية كبيرة من الذخيرة الحية قدرت بنحو 3210 رصاصة، ورشاشات من الصنف الثقيل و15 قذيفة روسية الصنع) على الحدود مع موريتانيا، بعد مطاردته بمنطقة حاسي خبي جنوب مخيمات تندوف لجماعة «إرهابية مؤلفة من خمسة أشخاص، منهم ثلاثة من الجبهة الانفصالية وموريتانيان، تربطهم صلة بتنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي وتشكل مخيمات تندوف وميليشيات جبهة البوليساريو المسلحة منذ عقود عبئا أمنيا مقلقا للمنطقة وللسلم العالمي بعد ثبوث صلات القيادة الانفصالية في أكثر من مناسبة أنشطة تهريب المهربات و الاسلحة لفائدة الجماعات الارهابية الناشطة بمنطقة الساحل أو بالشرق الاوسط .