لم تعلن الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة عن الوقت المحدد لإطلاق القناة الأمازيغية، وعلى الرغم من ذلك فالكثير من المهتمين بالشأن الأمازيغي والإعلام الوطني يعتبرون قرار المديرية المركزية للإنتاج والبرمجة في الإذاعة الوطنية والتلفزة الذي تم الإعلان من خلاله عن طلب عروض لاقتراح مشاريع الإنتاج السمعي البصري للقناة التلفزية «تمازيغت» مؤشرا إيجابيا سيضع حدا لنقاش دام زهاء سنوات حول إدماج الأمازيغية في الإعلام الوطني وإنشاء قناة خاصة بالأمازيغية. بينما يرى آخرون أن هذا الإعلان يثير ردود فعل متباينة تؤكد على حساسية بين الأطراف المعنية مباشرة بمسألة إدراج الأمازيغية في الإعلام بما في ذلك الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة ووزارة الاتصال والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالإضافة إلى الشركات الراغبة في إنجاز مشاريع. وأفاد نور الدين رقيب رئيس مصلحة البرامج والإنتاج بالقناة الأولى أن الشروط الواجب توفرها في شركات الإنتاج المرشحة ليست تعجيزية لتفادي التمييز بين هذه الشركات. وقال في تصريح ل «العلم» إن الإلتزامات المنصوص عليها في دفتر التحملات الخاصة بالقناة الأمازيغية تؤكد أن شركات الإنتاج لابد وأن تتوفر على ملف إداري يتضمن التصريح بالشرف، وشهادة التقييد في السجل التجاري يثبت ان الشركة المرشحة تمارس مهامها منذ أكثر من سنة على الأقل، وشهادة التعريف الجبائي، وتقصى من هذه الاستشارة الشركات الموجودة في حالة إفلاس والشركات التي سبق إدانتها من أجل تصريحات زائفة والشركات التي لا توجد في وضعية جبائية قانونية مع إدارة الضرائب. وأضاف أنه ستتشكل لجنة مختصة ومن مستويات مختلفة لفتح الأظرفة والنظر فيما إذا توفرت في الشركات المرشحة الشروط المطلوبة. وأفاد مصدر مسؤول في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أن المسؤولين في مجال الإعلام بالمعهد لا يعرفون شيئا عن عملية صياغة دفاتر التحملات والمساطر الدقيقة التي تم اتباعها، واعتبر أن كل ما يهم القناة الأمازيغية يهم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. وأشار إلى أنه سبق للجنة مشتركة بين الوزارة الوصية والمعهد والشركة ان تشكلت واشتغلت لمدة سنتين لكن توقفت بعد ذلك نتيجة تصور آخر. وألح مصدرنا على استشارة هذه اللجنة بخصوص هذه القناة. وتبقى الإشارة إلى أن نور الدين رقيب صرح بأن طلب عروض الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الذي نشر في الجرائد يطلب من المعنيين تقديم مشاريع برامج تهم حوالي ستة أصناف من البرامج وهي سهرة فنية، برنامج خاص بالأطفال، وبرنامج للمغاربة القاطنين بالخارج، وبرنامج اقتصادي، وبرنامج نسائي وبرنامج الأطفال وأفلام. وأضاف أن من بين الوثائق المكونة للمشروع ملخص السيناريو ومذكرة تقديمية عن نمط الإخراج والإنتاج، والسيرة الذاتية للمخرج أو المؤلف والجذاذة التقنية والفنية، ومخطط دقيق لأماكن التصوير والميزانية التقديرية ووثائق أخرى. وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة وقعت عقدا مع الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة المغربية بشأن الترتيبات النهائية لإطلاق القناة ورصدت للمشروع الذي اعتبر الأول من نوعه في المنطقة حوالي 500 مليون درهم. واعتبرت الحكومة أن القناة الأمازيغية ستسعى إلى تثبيت الهوية المغربية بتراكماتها الفنية وروافدها المتنوعة التي تحتل فيها الثقافة الأمازيغية موقعا متميزا.