بوليميك عن البعثات الدينية لتأطير الجاليات بين المؤيدين والمعارضين * العلم: الرباط – عزيز اجهبلي خلق حدث ثلاثة مائة إمام الذين حلوا أخيرا بفرنسا لمساعدة مسلمي هذا البلد الأوروبي في شهر رمضان، نقاشا حادا في الأوساط الفرنسية انعكس في وسائل الإعلام. فإن كان كريم أوشيخ رئيس جمعية السيادة والهوية والحرية بفرنسا والمدافع عن التراث المسيحي، يرى أن هناك نموذجا مجتمعيا مسلما جديدا في فرنسا، واعتبره أوشيخ في نقاشه لموضوع الأئمة المسلمين على قناة الإذاعة والتلفزة الفرنسية، نموذجا لمجتمع لم تتضح معالمه بعد، والرأي العام مهتم بهذه القضية التي قال عنها إنها خطيرة خاصة وأن هناك من يربط السياق الذي يعرفه الإسلام في فرنسا بالأحداث الإرهابية التي ضربت هذا البلد فيما سبق. أما أنوار قبيبش نائب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية، أكد في نفس اللقاء أن الأئمة القادمين من العديد من الدول نحو فرنسا لم يطرح قدومهم أية مشكلة منذ أكثر من 10 أو 12 سنة، موضحا أنهم يحلون بفرنسا لمدة محددة جدا تدوم شهر رمضان ويغادرون في اليوم الثاني بعد انقضاء هذا الشهر. وقال إنهم أئمة يأتون إلى فرنسا خصوصا لمساعدة المسلمين الفرنسيين لأداء صلاة التراويح، وأضاف أنهم أئمة يأتون في بعثات مضبوطة ومسؤولة من وزارات بلدانهم الأصلية. وأكد قبيبش أنه يحز في نفسه ربط هذه البعثات بالتطرف وبالارهاب الشيء الذي اعتبره مخالفا للحقيقة و مرفوضا أيضا، أما بخصوص النموذج الإسلامي الفرنسي، فقد أوضح نائب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أنه حاليا ليس هناك تكوين للأئمة داخل فرنسا الشيء الذي يستدعي الاستعانة بالدول المسلمة كالمغرب والجزائر وتركيا. وتساءل عن الأسباب التي تدفع بالبعض إلى نقاش هؤلاء الأئمة في الوقت الذي يتم فيه تجاهل قدوم كهان من بلدان أخرى إلى فرنسا، وأن هناك وزراء مسيحيون يحلون بفرنسا دون أي إشكال، ولم يطرح وجودهم أية مشكلة لأي كان . وقال إن الإسلام وحده الذي تشير إليه الأصابع ومن يريد من السياسيين أن يخلق الحدث فما عليه إلا أن يتكلم عن الإسلام. وفي هذا الإطار، فإن السفارة الفرنسية بالمغرب، قامت في الأسابيع الأخيرة بدراسة دقيقة لكل ملفات الأئمة والوعاظ المغاربة الذين انتقلوا أخيرا إلى فرنسا، ودأبت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على إيفاد بعثة خلال شهر رمضان من كل سنة. وتتكون بعثة هذه السنة من 398 واعظ ومشفع لتأطير المغاربة طيلة هذا الشهر، ويختار هؤلاء الوعاظ والمشفعون من قبل المجلس العلمي الأعلى بناء على اقتراح من المجالس العلمية المحلية، ويوزعون بمساجد عدد كبير من المدن حسب أهمية عدد أفراد الجالية المغربية، ويضطلعون بمهام الموعظة والارشاد وصلاة التراويج. واستقبلت فرنسا العدد الأكبر من الأئمة المغاربة ب 163 إمام أما اسبانيا فاستقبلت 50 إماما، وهولندا 24 إماما، والسويد 6 أئمة والدانمارك 9 أئمة وألمانيا 25 إماما وإيطاليا 54 إماما وبلجيكا 43 إماما وكندا 21 إماما والغابون إمامين. وتهدف هذه العملية توحيد صفوف الجالية المغربية وتمتين أواصر العلاقة فيما بينهم خصوصا في رمضان، وصيانة المساجد وحمايتها من كل غلو وتطوف، وتوفير التأطير الديني للجالية المغربية بأوروبا، والاشتغال بانسجام تام مع القوانين الأوروبية والجمعيات المؤطرة للشأن الديني للمغاربة في مختلف البلدان الأوروبية.