حل مساء أمس الخميس ببروكسل وفد يضم 67 من الأئمة والمرشدات لإمامة الصلوات وإلقاء محاضرات بمختلف المساجد وأماكن العبادة الإسلامية ببلجيكا خلال شهر رمضان. وتشرف على هذه البعثة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بتنسيق مع تجمع مسلمي بلجيكا. ويضم هذا الوفد أئمة شباب وعلماء يحظون بتقدير كبير في صفوف المؤمنين بالنظر إلى تشبعهم بقيم الإسلام الحقيقي الذي يستمد تعاليمه من الثوابت الدينية المستلهمة من المذهب المالكي الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال. وفي كلمة خلال حفل استقبال هذا الوفد، أكد صلاح الشلاوي، رئيس الجهاز التنفيذي لمسلمي بلجيكا، أن بلجيكا بلد متعدد الثقافات ويعترف بالديانة الإسلامية منذ سنوات عديدة. وأوضح أن المسلمين يتمتعون بجميع حقوقهم ومواطنتهم كباقي المواطنين من الديانات الأخرى، مذكرا بأن الشأن الديني يتم تدبيره بشكل رسمي ومهيكل من قبل تجمع مسلمي بلجيكا، الجهاز الممثل للديانة الإسلامية تحت وصاية وزارة العدل الاتحادية. ودعا السيد الشلاوي، وهو أيضا رئيس الجهاز التنفيذي لمسلمي بلجيكا، في هذا الصدد، الأئمة والوعاظ والمرشدات الذي يسهرون على تأطير المؤمنين خلال شهر رمضان إلى نشر قيم التسامح والاعتدال في صفوف أبناء الجالية. وقال متوجها إليهم " أنتم الذين أتيتم من بلد التسامح والوسطية، بلد مرجعي للإسلام الحقيقي، النموذج للاستقرار السياسي والأمن الروحي، مدعوون إلى مساعدتنا على محاربة الأفكار الدينية المتطرفة ". ودعا السيد الشلاوي الأئمة والمرشدات إلى النهوض بقيم التعايش، والتسامح واحترام الآخر وتنوير المؤمنين بخصوص النموذج المغربي في مجال التدين الذي يستلهم من التعاليم الدينية الحقيقية. من جانبه، حث سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ محمد عامر، الأئمة والمرشدات على أن يكونوا خير سفراء لنموذج التسامح والأمن الروحي لبلدهم. وقال " أنتم سفراء بلدنا، المدافعون عن النموذج الديني الاستثنائي الذي يدعو إلى التسامح، والعيش المشترك واحترام الآخر ". واضاف قائلا " أنتم أيضا سفراء بلد يتطور بخطى ثابتة نحو التنمية الاقتصادية الشاملة لجميع الأقاليم والجهات تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأرض سلام في جنوب المتوسط ". ودعا السفير الأئمة والمرشدات إلى مساعدة أبناء الجالية المغربية على تعزيز تشبثهم بجذورهم، وبالقيم الدينية التي يدعو إليها بلدهم وبالقيم النبيلة للتعايش والسلام والتسامح التي يحملها الإسلام الحقيقي. من جانبه، وصف رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الطاهر التجكاني اللجوء إلى وعاظ مغاربة لإمامة الصلوات وإلقاء الدروس الدينية خلال شهر رمضان بالتجربة الإيجابية، خاصة وأن هؤلاء يحملون القيم الدينية المعتدلة التي تميز الممارسة الدينية في المغرب تحت قيادة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ودعا السيد التجكاني بهذه المناسبة أعضاء الوفد إلى النهوض لدى أبناء الجالية بثقافة الحوار والتسامح واحترام الآخر في مجتمعات الاستقبال، وإلى اعتماد خطاب متنور، يستلهم من مبادئ الإسلام الوسطي وهو ما من شأنه تحصين شباب الجالية من الانحرافات والمتطرفة والخطاب الراديكالي. وسيتم توزيع هؤلاء الأئمة، وهم من خريجي الجامعات ومن مراكز تكوين الأئمة ودار الحديث الحسنية، على مجموعة من المساجد في بلجيكا.