وقع وزير العدل، السيد عبد الواحد الراضي، ونظيره الإسباني، السيد فرانسيسكو كمانيو، أخيرا بالرباط، اتفاقيتين للتعاون في المجال القضائي بين البلدين تهمان المساعدة القضائية في الميدان الجنائي وتسليم المجرمين. وتتعلق الاتفاقية الأولى بالمساعدة القضائية في الميدان الجنائي، حيث يلتزم الطرفان بموجبها بتبادل أكبر ما يمكن من المساعدة القضائية في القضايا الجنائية. كما تنص على منح التعاون القضائي في الدعاوى المدنية التابعة للدعاوى الجنائية ما دامت المحكمة الزجرية لم تبت نهائيا في الدعوى الجنائية، وكذا في مجال مساطر التحقيق وإجراءات التبليغ في مجال تنفيذ العقوبات أو التدابير الأمنية. وتدخل هذه الاتفاقية،التي حددت أيضا الحالات التي يمكن فيها رفض التعاون القضائي، حيز التنفيذ مؤقتا ابتداء من تاريخ التوقيع عليها، ونهائيا ابتداء من اليوم الأول للشهر الثاني الموالي لتاريخ التبليغ الأخير المعلن لاستيفاء الشكليات الدستورية المطلوبة في كلا الطرفين. وبمجرد دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ، تلغي وتعوض اتفاقية المساعدة القضائية في الميدان الجنائي الموقعة بمدريد بتاريخ 30 ماي سنة 1997. وتتعلق الاتفاقية الثانية بتسليم المجرمين، حيث يلتزم الطرفان بموجبها بتبادل تسليم الأشخاص الموجودين فوق تراب أحد الطرفين والمتابعين أو المحكوم عليهم من طرف السلطات القضائية، للطرف الآخر من أجل مخالفة للقانون الجنائي. ويكون موضوع التسليم الأشخاص المتابعين من أجل أفعال معاقب عليها بمقتضى قوانين الطرفين المتعاقدين بعقوبة لا تقل عن سنتين حبسا، وكذا الأشخاص المحكوم عليهم حضوريا أو غيابيا من طرف محاكم الطرف المطلوب من أجل أفعال معاقب عليها بمقتضى قانون الطرف الطالب بعقوبة لا تقل عن ستة أشهر حبسا. وإذا كان طلب التسليم يتعلق بأفعال مختلفة، معاقب على كل واحد منها بموجب قانون الطرفين، لكن بعضها لا يستجيب لهذه الشروط ، يمكن للطرف المطلوب أن يوافق على التسليم بالنسبة لهذه الأفعال. أما إذا كان طلب التسليم مؤسس على حكم صادر غيابيا، فان التسليم لا يقبل إلا إذا التزم الطرف الطالب بإعادة محاكمة الشخص المطلوب تسليمه. وتدخل هذه الاتفاقية حيز التنفيذ مؤقتا ابتداء من تاريخ التوقيع عليها و نهائيا ابتداء من اليوم الأول للشهر الثاني الموالي لتاريخ التبليغ الأخير المعلن لاستفاء الشكليات الدستورية المطلوبة في كلا الطرفين. وبمجرد دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ, تلغي وتعوض اتفاقية التسليم الموقعة بمدريد بتاريخ 30 ماي1997. وفي تصريح للصحافة بهذه المناسبة، قال وزير العدل الإسباني إن توقيع الاتفاقيتين يعد خطوة إضافية في مجال التعاون القضائي بين المغرب وإسبانيا، لا سيما فيما يخص عددا من الإجراءات التي يمكن أن يصدرها قضاة البلدين والتي تهدف بالأساس إلى مكافحة الجريمة المنظمة.