رغم الانتشار الملحوظ لعناصر الشرطة والقوات المساعدة بساحة سيدي عبدالوهاب قلب مدينة وجدة النابض، ورغم المطاردات اليومية لكل أشكال الإجرام والفوضى بهذه المنطقة التي أصبحت تختنق بالمواطنين الوافدين عليها من كل أنحاء المدينة وكذا الزوار القادمين من مختلف مدن المملكة، فإن مظاهر الفوضى والإجرام أصبحت شبه مزمنة.. وقد يترتب عن المطاردات الأمنية لهذه الأشكال من الأمراض الاجتماعية، تغيير وجهات اللصوص، الذين أصبحوا يترصدون لضحايهم من بين حشود المواطنين الراغبين في امتطاء حافلات النقل الحضري، فتراهم يستغلون الازدحامات وانهماك الزبناء في التسابق نحو الركوب، ليشرعوا في اقتراف أعمالهم الاجرامية مستعينين بأسلحة بيضاء للتهديد بها في حالة ما إذا فطن بهم شخص ما، وقد شوهد عدد منهم وهو يفتح الحقائق اليدوية النسائية أو الاحتكاك بالفتيات اللائي يرتدين سراويل ليملين من جيوبهم الهواتف النقالة أو محفظة نقوده والأكثر من ذلك وخلال إمتلاء الحافلة يصعد أحدهم فيشرع في اصطياد فرائسه، ثم يهم بالنزول من الباب الأمامي دون أن يشعر أحد به. إنها ظاهرة خطيرة يدفع ثمنها هؤلاء المواطنون وتتكرر يوميا بمواقف الحافلات وخاصة خطوط، السي لخضر والقدس، وسيدي يحيى خصوصا وعندما يتجمهر مئات الركاب في انتظار قدوم الحافلة.. ولعل المسؤولين الذين يشتغلون بهذه الحافلات على علم بكل ما يحدث، غير أن جلهم يظل ساكنا دون أن تحركه مشاعر المروءة.