سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التنويه بالمساعي الحميدة التي يقوم بها الأخ معمر القذافي راعي السلام من أجل إطفاء بؤر التوتر الوزير الأول في الدورة الحادية عشرة لمجلس الرئاسة لتجمع دول الساحل والصحراء (س- ص)
تختتم اليوم في مدينة صبراتة الليبية (65 كلم غرب طرابلس) أشغال الدورة العادية الحادية عشرة لمجلس رئاسة تجمع دول الساحل والصحراء (س ص) التي انطلقت بحضور الزعيم الليبي معمر القذافي رئيس الاتحاد الافريقي و زعماء وقادة التجمع الذي يضم 28 دولة. وألقى الوزير الأول السيد عباس الفاسي الذي يمثل جلا لة الملك محمد السادس ،في أشغال هذه الدورة التي تنعقد بالجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى خطابا نوه فيه عاليا بالمساعي الحميدة التي يقوم بها الأخ معمر القذافي راعي السلام من أجل إطفاء بؤر التوتر بفضل ما يتمتع به الأخ القائد من مكانة كبيرة في فضائنا وقارتنا تؤهله للنجاح في تقريب وجهات نظر الفرقاء وإصلاح ذات البين خدمة للسلم والأمن القومي والإقليمي والدولي. لسم الله الرحمن الرحيم الأخ القائد معمر القذافي؛ رئيس الدورة؛ أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة ؛ حضرات السيدات والسادة؛ أود في بداية هذه الكلمة، أن أتوجه باسم المملكة المغربية، ملكا وحكومة وشعبا، بعظيم الامتنان وجزيل الشكر والعرفان إلى الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى على استضافتها الكريمة لهذه القمة، وأن أنوه بالجهود التي بذلتها من أجل توفير الظروف الملائمة لإنجاح اجتماعاتنا، شاكرا للأشقاء الليبيين حسن الاستقبال وكرم الرعاية والضيافة. إن انعقاد هذه القمة على الأرض الليبية الميمونة، والرئاسة الكريمة لأشغالها من لدن الأخ معمر القذافي، قائد ثورة الفاتح وراعي السلام، سيكون له، بلا شك، كل الأثر المحمود على نتائجها، وكل الوقع الطيب على المسيرة المباركة لهذا التجمع الواعد. وأود كذلك أن أشيد بالجهود المثمرة التي بذلها فخامة الرئيس «يايي بوني» طيلة فترة رئاسته للدورة السابقة، والتي أسهمت في تعزيز أسس تجمعنا، وتطوير بناء صرحنا. أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة؛ يهتم جدول أعمال هذه القمة بمواضيع وقضايا طموحة تعكس مدى الأهمية التي يوليها قادة بلداننا لمستقبل تجمعنا ومصالح شعوب منطقتنا ونحن مدعوون من هذا المنطلق ، إلى مواصلة جهودنا لترجمة هذه الطموحات إلى مشاريع عملية وبرامج تشاركية ، كفيلة بتعزيز الروابط بين بلدينا، وبفتح آفاق واسعة أمام تجمعنا. إن منطقتنا تزخر بإمكانيات طبيعية وطاقات بشرية هائلة ، ولكنها تواجه تحديات متنوعة تتمثل في الوضع الاقتصادي والاجتماعي الضاغط الذي قد تزيده تفاقما الانعكاسات السلبية للأزمة العالمية التي ترخي بظلالها على قارتنا. لذا ينبغي علينا أولا الاعتماد على الذات لاستجماع قوانا ، وترسيخ مبادئ التعاون جنوب-جنوب المبني على روح التضامن والتآزر فيما بيننا ، حتى نستطيع بلورة برامج تشاركية متكاملة تساعدنا على تحقيق أهداف تجمعنا وتطلعات شعوبنا. وفي هذا السياق، يجب أن نضع نصب أعيننا أولوية تحقيق الأمن الغذائي ومحاربة الفقر في منطقتنا، على أساس تخطيط سياسات شاملة ومندمجة، وتنفيذ محكم لاستراتيجية التنمية القروية، برامج الأمن الغذائي ومكافحة التصحر. أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة؛ لقد حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس على ترجمة فلسفة التعاون جنوب-جنوب على أرض الواقع، من خلال زيارات ميمونة إلى عدة بلدان بالمنطقة ، أشرف خلالها مع إخوانه قادة هذه الدول على إطلاق مشاريع تنموية كبرى في مجالات واعدة تهم البنى التحتية وقطاعات الفلاحة والصحة والتعليم والسكن والمرأة والطفولة. والمملكة المغربية، وفي إطار إيمانها والتزامها بمبادئ التعاون جنوب-جنوب، تجدد استعدادها الدائم لوضع تجربتها وخبرتها رهن إشارة بلدان تجمعنا، وحشد إمكانياتها وطاقاتها للإسهام في تحقيق التنمية المستدامة التي تعد أساسا لاستقرار وازدهار منطقتنا. إن تحقيق التنمية المستدامة كفيل بتوفير مناخ الثقة لدى شعوبنا للارتباط أكثر ببلدانهم ومنطقتهم، فهي الوسيلة الناجعة لتوفير العيش الكريم لهم، وفتح آفاق واعدة أمام شبابنا وأطفالنا ونسائنا، وتجنيبهم مآسي مجموعة من الظواهر السلبية كالهجرة غير القانونية والاستقطاب من طرف شبكات التهريب والاتجار بالبشر والمنظمات المتطرفة والإجرامية. وبهذه المناسبة، أجدد التأكيد على أهمية التحرك المنسق لمحاربة كل هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعاتنا، والتي تتعارض مع قيمنا الحضارية والإنسانية، وتستغل تفشي الفقر والبطالة والأمية للنيل من استقرارنا وأمننا، وخدمة أجندة تخريبية تستهدف بلداننا ومنطقتنا وقارتنا. كما أود التأكيد، فيما يخص حركة تنقل الأشخاص داخل فضائنا، بأن المغرب مستعد للانخراط والإسهام بشكل كبير في أي جهد جماعي، منسجم ومنسق، من أجل تطوير وتكييف الأطر القانونية المنظمة لحركة تنقل مواطني أقطارنا بما يستجيب لتطلعات فضائنا، ووفق أولوياتنا والتزاماتنا إزاء محيطنا الجهوي والدولي. أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة؛ تشهد قارتنا ومنطقتنا عدة بؤر توتر وحالات من الشد السياسي تعترض بشكل واضح مسيرتنا، وتحول دون تحقيق طموحاتنا، بل وتستنزف الكثير من طاقاتنا وإمكانياتنا، وتهدد الوحدة الترابية والوطنية لبلداننا. ولا يسعني أمام هذا الوضع إلا أن أوجه نداءا حارا وأخويا لتسوية هذه النزاعات من خلال الاحتكام إلى العقل، والتحلي بروح الحوار والتوافق بعيدا عن اللجوء إلى القوة التي لا تحل المشاكل، بل تؤدي إلى تفاقمها، وخلق مزيد من المآسي. وبهذه المناسبة، أود أن أنوه عاليا، وبشكل خاص، بالمساعي الحميدة التي يقوم بها الأخ معمر القذافي راعي السلام، من أجل إطفاء بؤر التوتر هذه، وهي مساع منها ما أثمر ومنها ما سيثمر، بعون الله، وبفضل ما يتمتع به الأخ القائد من مكانة كبيرة في فضائنا وقارتنا تؤهله للنجاح في تقريب وجهات نظر الفرقاء وإصلاح ذات البين خدمة للسلم والأمن القومي والإقليمي والدولي. أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة؛ لا تفوتنا هذه المناسبة للتأكيد على الدور الحيوي الذي على الدول المتقدمة والمؤسسات المالية العالمية أن تلعبه، لدعم المخططات التنموية للقارة الإفريقية، في إطار آليات فعالة من شأنها المساعدة على الحد من تفاقم آثار الأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة. وفي هذا الصدد، تدعو المملكة المغربية الدول والمنظمات المانحة إلى عقد مؤتمر دولي لمساعدة الدول الأكثر تضررا بمنطقتنا على مواجهة الآثار السلبية لهذه الأزمة العالمية. أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة؛ نحن على يقين تام، بأن تجمع دول الساحل والصحراء، يتوفر على كافة المقومات المادية والبشرية لرفع مختلف التحديات التي تواجهه. والمملكة المغربية المتشبثة بالقيم النبيلة التي تأسس عليها التجمع، ستواصل ترجمة هذه المبادئ والقيم على أرض الواقع لتحقيق الرفاه والأمن والاستقرار لشعوب فضائنا. وفي الختام، أتوجه بالشكر الجزيل إلى السيد الأمين العام للتجمع على تفانيه في القيام بالمهام الموكولة إليه، وإلى طاقم الأمانة العامة على جهودها للإعداد الجيد لأشغال هذه القمة. وأتمنى لأشغالنا التوفيق والنجاح، ولتجمعنا وشعوبنا مزيدا من التقدم والرفاه. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.