دعا الزعيم الليبي معمر القذافي امس إلى اتخاذ مواقف جادة من الخلاف بين السودان وتشاد والتحرك بجدية لمعالجته، مشددا على ضرورة أن يعمل تجمّع دول الساحل والصحراء (سين. صاد) على حل هذه الخلافات. وقال القذافي في افتتاح قمة تجمّع دول الساحل والصحراء الجمعة الفائت في مدينة صبراتة الليبية (56 كلم غرب طرابلس) انه سيطلب وفداً من مفاوضين ساميين في السودان وتشاد تحت إشراف تجمّع دول الساحل والصحراء من أجل وضع تفاصيل حلّ للخلاف بينهما اعتبارا من هذه القمة. وتساءل كيف ينعقد هذا التجمّع ولا تحلّ المشاكل بين السودان وتشاد، مضيفا لازم تحلّ ولو ندخل بالقوة لفرض السلام وفرض العقوبات. وأعرب القذافي عن استيائه بسبب عدم حضور عدد من رؤساء الدول الأعضاء في التجمّع للقمة، معتبرا أن ذلك يعدّ دليلا على وجود مشاكل في التجمع وهو ما يبعث على القلق. ووجّه في كلمته لوما شديدا لأولئك القادة، من دون أن يسمّيهم، بحجة عدم حرصهم على حضور القمة، معتبرا أن ابلاغهم قبل يومين عدم الحضور يعدّ أسلوبا غير محترم للتعهدات وللدولة المضيفة. يشار إلى غالبية قادة هذا التجمع تغيبوا عن حضور أعمال القمة، وخاصة الزعماء العرب الذين لم يحضر منهم الا الرئيس السوداني عمر البشير. ومن بين ال 25 دولة عربية وافريقية الأعضاء في هذا التجمع، حضر القمة 10 رؤساء فقط، فيما أوفد الباقون من يمثلهم على مستوى رؤساء حكومات أو وزراء. ونبّه القذافي الدول التي لا يحضر قادتها مؤتمرات القمة من أنها قد تحرم من البرامج الاقتصادية التي يعتزم التجمع تنفيذها، ومن بينها زيادة رأسمال مصرف التجمّع والمصرف الريفي، وبالتالي حرمان شعوبها من ذلك، إلى جانب عدم تمكين مبعوثي هؤلاء القادة من حضور اجتماعات الرؤساء على مستوى القمم. واعتبر أن منح جزيرة مايوت في جزر القمر أحقية الاستفتاء في الانضمام إلى فرنسا هو شيء خطير، منبها إلى أنه اذا ما فتح الباب في هذا الاتجاه فقد تطلب حتى جزر في البحر المتوسط مثل سردينيا وصقلية وكورسيكا أو في البهاما أو الكاريبي أن تصوّت إلى جانب أفريقيا وتطلب الانضمام حتى الى ليبيا. وقال القذافي هذا شيء خطير وأنا أتحداهم حتى في المحيط الهادي لو نعمل استفتاء سيكون في صالحنا والانضمام والتبعية لبلد من بلدان إفريقيا وليبيا بالتحديد، وليس كما هو الوضع عليه الآن. ولفت إلى أن الاتحاد الإفريقي وتجمّع دول الساحل والصحراء ومنظمة الإيقاد، لم تقم بأي شيء تجاه مأساة الصومال الخطيرة، معلنا أنه سيتوجّه إلى الأممالمتحدة والدول الأوروبية لوضع اتفاق دولي لوقف القرصنة التي يقوم بها الصوماليون، الذين اعتبرهم يدافعون عن حقهم تجاه ثروتهم السمكية التي تنهب من مياههم الاقتصادية في ظل عدم وجود سلطة تحمي هذه المياه. وأشار الزعيم الليبي إلى أن الاتفاق الذي سيدعو إليه، والذي يضم من يمثل الصوماليين بما في ذلك حتى القراصنة أنفسهم، سيكون عبارة عن معاهدة تؤكد احترام الحركة التجارية في مياه الصومال بحسب قانون البحار، وأن يتوقف القراصنة عن أعمالهم مقابل منحهم حصتهم في الصيد البحري. وحذر من انتشار عملية القرصنة في مناطق أخرى في العالم، ما لم يتم معالجة ما يجري في الصومال. وبحث قادة تجمّع دول الساحل والصحراء في القمة عدداً من النزاعات والصراعات التي تعصف ببلدانهم، بالاضافة الى مسيرة الاتحاد الإفريقي، للخروج بموقف موحد حيال تشكيل حكومة افريقية خلال قمة الاتحاد المقبلة التي ستعقد بليبيا في مطلع يوليوز المقبل. كما بحث القادة كذلك بعض المقترحات المتعلقة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية وخاصة مسائل التنمية الريفية والأمن الغذائي ومحاربة الأوبئة والأمراض.