أصدر صندوق تجهيز الجماعات المحلية تقريره السنوي 2008 تحت عنوان «البنك في خدمة التنمية»، وجاء في كلمة كريم منصوري المدير العام للصندوق أن هذا الأخير سجل خلال سنة 2008 نتائج هامة تميزت بنمو جد إيجابي لنشاطه سواء على مستوى تمويل الاستثمارات المحلية أو على مستوى عمليات مواكبة الجماعات المحلية في إنجاز مشاريع تنموية مستجدة، حيث بلغت القروض التي منحها الصندوق حوالي 2.9 مليار درهم مسجلة نموا بنسبة 40 في المائة، أما السحوبات فقد سجلت رقما قياسيا حيث تجاوزت 2 مليار درهم مشكلة أعلى حجم للقروض منذ نشأة المؤسسة، واستفادت من هذه السحوبات جميع أصناف الجماعات المحلية والموزعة على مختلف أرجاء المملكة، وأضاف كريم منصوري أن الصندوق حقق ربحا صافيا بلغ حوالي 150 مليون درهم، مشكلا بذلك انخفاضا بنسبة 37 في المائة مقارنة مع السنة السابقة، ويعد هذا الانخفاض نتيجة طبيعية للانخفاض الملحوظ للتأخير في الأداء واسترجاع المؤن المرتبطة به، وأيضا، إلى عدم احتساب مختلف التغيرات التي عرفتها كلفة الموارد على الفوائد المطبقة على الجماعات المحلية. وأكد كريم منصوري أن صندوق تجهيز الجماعات المحلية يحرص على تقديم أحسن شروط التمويل لزبنائه في ظرفية تتميز بإعطاء الأولوية للتحكم في المخاطر على أهداف تحسين المردودية، مما يترتب عنه انخفاض بنيوي للهوامش، مضيفا أن نتائج هذه السنة تأثرت كذلك بحادث طارىء يرجع إلى تأخير في أداء الأقساط السنوية المتعلقة ببرنامج تأهيل المؤسسات التعليمية والتي تتحمل الدولة تسديدها. وفي غياب هذا الحادث، كان الربح الصافي لهذه السنة سيتجاوز 200 مليون درهم. وأضاف منصوري أن النتائج التي حققها الصندوق مكنت من مواصلة تقوية مستوى الأموال الذاتية التي بلغت 1.83 مليار درهم نهاية سنة 2008، ومن تدعيم القاعدة المالية للبنك خاصة في ظل الأزمة المالية التي يعرفها الاقتصاد العالمي، والتي أحدثت مشاكل سيولة متعددة للعديد من المؤسسات المالية العالمية الكبرى. وحرصا منه على تعزيز مهمته كبنك ذو منفعة جماعية وتنويعا لتدخلاته، واصل صندوق تجهيز الجماعات المحلية خلال سنة 2008 مهمات مواكبة الجماعات المحلية و ذلك في إطار السياسات العمومية في مجال التخطيط والتنمية المستدامة والتنقلات الحضرية وتقنيات الإعلام والتواصل، حيث توفر هذه المنهجية الخبرة الضرورية من أجل تركيب وإنجاز مشاريع متخصصة ومستجدة في ميادين تنموية، كما ستمكن من تعزيز قدرات الجماعات المحلية على إنجاز المشاريع والتحكم فيها والحث على اتخاذ تدابير تنموية دائمة تخدم المواطن، وقد مكنت العمليات التي تم إنجاز الشطر الأول منها من تغطية حوالي 75 جماعة محلية. وأكد كريم منصوري أن انجازات هذه السنة تعد نتيجة تظافر الجهود بين الصندوق وجميع الفاعلين في القطاع المحلي، وخاصة سلطات الوصاية. ومن جهته، أوضح ارديس عمور الكاتب العام للصندوق والمسؤول عن قطب الموارد والتنمية أن المؤسسة تولي أهمية كبرى لاحترام مبادىء الحكامة الجيدة ولتقييم الرأس المال البشري، مما يتطلب تقوية متواصلة لمعايير التدبير وتنمية سياسة موارد بشرية تقوم على النجاعة والنتائج الإيجابية، مشيراً إلى أن الصندوق يحرص على، اعتماد استراتيجية تنموية وتشاركية تمكن من تنويع تدخلات من أجل تقوية وسائل العمل التي يقوم بها لفائدة زبنائه.